أخطأت به الكتبة» (١) ، وما سبق من مخاطبة أمير المؤمنين عليهالسلام لطلحة (٢) حيث ذكر «أن الموجود قرآن كلّه» ولم ينكره عليهالسلام ، بل ربّما سيظهر من قول طلحة بعد ذلك : «حسبى إذا كان قرآنا» أنّه فهم تقريره عليهالسلام لذلك وغير ذلك ، وما ذكره السيّد المرتضى ـ رحمهالله تعالى ـ من أنّ :
«العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحّة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة ؛ ككتاب «سيبويه» و «المزني». فانّ أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها ، حتّى لو أنّ مدخلا أدخل في كتاب «سيبويه» بابا في النحو ليس من الكتاب لعرف وميّز ، وعلم أنّه ملحق وليس من أصل الكتاب ، وكذلك القول في كتاب «المزني». ومعلوم أنّ العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء.» (٣)
وأيضا فانّ كثيرا من وجوه إعجاز القرآن تأبى عن زيادة آية أو كلام يشبهه ، ومن نظر في آيات القرآن نظر تدبّر واستبصار ، فربّما لاح له أنّه لم يدخل فيه كلام آخر ؛ إذ لو كان لخرج عن أسلوبه ومشاكلته ، وصار كحبّة شعير في صاع من حنطة بخلاف التحريف اليسير لبقاء الاسلوب والتركيب وغيرهما. أما سمعت بعض ما وضعه المبطلون في مقابل آيات القرآن؟ هل يشابهه ، أو يمكن خفاء مغايرته له ومباينته معه على بصير؟
__________________
(١) قد تقدم في هذه المقدمة ، فراجع ص ١٠٧.
(٢) قد تقدم في هذه المقدمة ، فراجع ص ١٠٧ ـ ١٠٩.
(٣) راجع المصدر المذكور في تعليقة ١ ص ١٢٢.