وما (١) ربّما يستفاد من رواية الخصال عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال :
«أتاني آت من الله عزوجل فقال : [إنّ الله] يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : يا ربّ وسّع على امّتي ، فقال : إنّ الله عزوجل يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف.» (٢)
فمع ضعف سنده ومعارضته بما تقدّم المعتضدة بالاعتبار محتمل لارادة التوسعة والضيق المعنويين باعتبار الاكتفاء من بعض بما يفهمونه من بعض الآيات ، وإن لم يكن مطابقا للواقع في مقابل إلزام الكلّ بتحصيل المراد الواقعي ، أو بملاحظة أنّ المطلوب من كلّ صنف من أصناف المؤمنين آداب وشرائط لا يراد ممّن دونه ؛ إذ حسنات الابرار سيّئات المقرّبين.
فلعلّ المراد أنّ القرآن على سبعة أحرف ، كلّ حرف يتعلّق بأهل مرتبة من المراتب السبعة المذكورة في الاخبار للايمان ، فلا يراد من الجميع الاحكام المراد من ذي الدرجة السابعة. ويؤيّد هذا الاحتمال الرواية السابقة ؛ إذ هذا السبب هو السبب الظاهر في اختلاف الفتاوى.
ويحتمل إرادة التوسعة اللّفظيّة مع بقاء المادّة والتركيب بحاله ، بحيث لا يتغيّر به المعنى الافراديّ والتركيبيّ ، وإن كان اللّفظ النازل من الله سبحانه واحدا مشتملا على كيفيّات خاصّة ، فيجوز قرائة ذلك بسائر الكيفيّات الصحيحة ، على أنّه لا يبعد أن يكون العبرة في القرائة بما يعدّ حكاية لكلام الله سبحانه في العرف. وكثير من أنحاء التغييرات لا نحلّ بذلك ؛ كالاشمام ، والامالة ، والتفخيم ،
__________________
(١) في المخطوطة : «اما».
(٢) الخصال ، ج ٢ ، باب السبعة ، ص ٣٥٨ ، ح ٤٤ عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن آبائه ـ عليهمالسلام ـ ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدمة الثامنة ، ص ٣٩ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٧٤ من أبواب القرائة في الصلاة ص ٨٢٢ ، ح ٦.