شهيد ، فينظر إليه شهداء البحر ، فيكثر تعجّبهم ويقولون : إنّ هذا من شهداء البحر ، نعرفه بسمته وصفته غير أن الجزيرة الّتي أصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزيرة الّتي أصبنا فيها ، فمن هناك اعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه.
ثمّ يجاوز حتّى يأتي صفّ النبيّين والمرسلين في صورة نبيّ مرسل ، فينظر النبيّون والمرسلون إليه ، فيشتدّ (١) لذلك تعجّبهم ويقولون : لا إله إلا الله الحليم الكريم ؛ إنّ هذا لنبيّ مرسل ، نعرفه بسمته وصفته غير أنّه أعطي فضلا كبيرا.
قال : فيجتمعون ، فيأتون رسول الله صلىاللهعليهوآله فيسألونه ويقولون :
يا محمّد صلىاللهعليهوآله من هذا؟
فيقول لهم : وما تعرفونه؟
فيقولون : ما نعرفه ، هذا ممّن لا يغضب الله عزوجل عليه. فيقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذا حجة الله على خلقه ، فيسلّم. ثمّ يجاوز حتّى يأتي على صفّ الملائكة في صورة ملك مقرّب ، فينظر إليه الملائكة فيشتدّ تعجّبهم ، ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله ، ويقولون : تعالى ربّنا وتقدّس ، إنّ هذا العبد من الملائكة ، نعرفه بسمته وصفته غير أنّه كان أقرب الملائكة إلى الله عزوجل مقاما ، فمن هناك ألبس من النور والجمال ما لم نلبس.
__________________
(١) في بعض النسخ : «فيشد».