ثمّ يجاوز (١) حتى يأتي (٢) ربّ العزّة تبارك وتعالى ، فيخرّ تحت العرش ، فيناديه تبارك وتعالى : يا حجّتى في الارض وكلامي الصادق الناطق! إرفع رأسك ، وسل تعط ، واشفع تشفّع. فيرفع رأسه ، فيقول الله تبارك وتعالى : كيف رأيت؟
فيقول : يا ربّ ، منهم من صاننى وحافظ عليّ ولم يضيّع شيئا. ومنهم من ضيّعني واستخفّ بحقّي وكذب بي. وأنا حجّتك على جميع خلقك.
فيقول الله تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لأثيبنّ اليوم عليك أحسن الثواب ، ولأعاقبنّ عليك اليوم أشدّ (٣) العقاب.
قال : فيرفع (٤) القرآن رأسه في صورة أخرى.
قال : فقلت [له] : يا أبا جعفر عليهالسلام ، في أيّ صورة يرجع؟
قال : في صورة رجل شاحب (٥) اللّون متغيّر ، يبصره (٦) أهل الجمع ، فيأتي الرجل من شيعتنا الّذي يعرفه ويجادل به أهل الخلاف ، فيقوم بين يديه ، فيقول : ما تعرفني؟ فينظر إليه الرجل ، فيقول : ما أعرفك يا عبد الله.
قال : فيرجع في صورته الّتي كان في الخلق الاوّل ، فيقول :
__________________
(١) في المخطوطة : «يتجاوز».
(٢) في بعض النسخ : «حتى ينتهي إلى».
(٣) في بعض النسخ : «اليم».
(٤) في بعض النسخ : «فيرجع».
(٥) شحب لونه : كمنع ونصر وكرم وعمى ، تغيّر من هزال أو جوع أو سفر.
(٦) في بعض النسخ : «ينكره».