ما تعرفنى؟ فيقول : نعم.
فيقول : أنا الّذي أسهرت ليلك ، وأنصبت عينك (١) ، وسمعت الاذى ، ورجمت بالقول فيّ. ألا وإنّ كلّ تاجر قد استوفى تجارته ، وأنا ورائك اليوم.
قال : فينطلق به إلى ربّ العزّة تبارك وتعالى ، فيقول : ربّ عبدك وأنت أعلم به ، كان نصبا بي ، مواظبا عليّ ، يعادي بسببى ، ويحبّ فيّ ويبغض فيّ.
فيقول الله عزوجل : أدخلوا عبدي جنّتى ، واكسوه حلّة من حلل الجنّة ، وتوّجوه بتاج.
فاذا فعل به ذلك عرض القرآن ، فيقال له : هل رضيت بما صنع بوليّك؟
فيقول : يا ربّ ، إنّى أستقلّ هذا له ، فزده مزيد الخير كلّه.
فيقول : وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لانحلنّ اليوم له خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته ؛ ألا إنّهم شباب لا يهرمون ، وأصحّاء لا يسقمون ، وأغنياء لا يفتقرون ، وفرحون لا يحزنون ، وأحياء لا يموتون. ثمّ تلا هذه الآية : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى.)(٢)
قال : قلت : يا أبا جعفر ، وهل يتكلّم القرآن؟
فتبسّم ، ثمّ قال : رحم الله الضعفاء من شيعتنا ، إنّهم أهل تسليم. ثمّ قال : نعم ، يا سعد ، والصلاة تتكلّم ، ولها صورة
__________________
(١) في بعض النسخ : «عيشك».
(٢) الدخان / ٥٦.