من القبيح. والظاهر أنّ هذا من الكيفيّات العارضة للصوت ؛ كعروض هيئة الشعر على الكلمات في تعيّنه واقعا ، وانقسامه إلى أقسام محصورة في الواقع ، ومعرفته من لا يقدر على إحداثه ، واختلاف الصانعين في جودة الطبع وعدمها ، ومقدار الاكتساب. وهذه الكيفيّة هي ترجيع خاصّ معهود ، ومطرب مؤثّر في النفس سرورا وحزنا ، وهو المراد من تفسيره بالترجيع ، أو مع قيد الاطراب ، أو ما يعبّر عنه في الفارسيّة ب «خوانندگى» ، ونحوها إن أريد بها ، وما يشبهها المعاني المعهودة عند أهل الخبرة بهذا الشأن.
وهيهنا نوع آخر من حسن الصوت بالقرآن يحصل من حال القارئ إذا ترقّى في مقامات القرائة من هذا العالم إلى عالم السرور والبهاء والقدس ، فانه يحدث لقرائته ملاحة وحسنا ، ويتلبّس بها كلامه بحيث يبتهج به السامع ابتهاجا روحانيّا لصدوره من عالم البهجة والحسن والجمال ، وظهور حال المتكلّم وصفاته في الكلام ، كما يظهر حزنه وسروره فيه بحيث سرى منه إلى السامع ، كما يؤثّر الغناء في ذلك ، وكما أنّه إذا خرج عن القلب دخل في القلب. ويشبه أن يكون هذا النمط من الحسن هو ما كان لداود وعليّ بن الحسين والباقر عليهمالسلام على ما روي في الأخبار ، أو نمط أعلى من ذلك يشابهه في الروحانيّة ، وذلك بخروج القرآن عن لسان المتكلّم على ما هو عليه من البهاء والكمال الروحاني ، أو عن مبدئه الّذي له الجمال المطلق.
وممّا ذكر يظهر أنّه لا يختصّ تحسين الصوت بالقرآن ، والترجيع به بالتغنّي به ، بل ليس لتلك الاخبار الواردة ظهور تامّ في جوازه فضلا عن رجحانه ، فالخروج بها عن إطلاق ما دلّ على حرمته جرئة تامّة ، خصوصا بملاحظة ما رواه الكليني بسنده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
«قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اقرءوا القرآن بألحان العرب و