بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم ، فاقشعرّت منها جلودهم ، ووجلت [منها] قلوبهم ، فظنّوا أنّ صهيل جهنّم [وزفيرها] وشهيقها في أصول آذانهم ؛ وإذا مروّا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطلّعت أنفسهم إليها شوقا ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم ـ الحديث.» (١)
وعن كنز الكراجكي باسناده عنه عليهالسلام في جملة كلام له في صفة شيعة أهل البيت هكذا :
«أمّا اللّيل ، فصافّون أقدامهم ، تالون لأجزاء القرآن يرتّلونه ترييلا ، يعظون أنفسهم بأمثاله ، ويستشفون لدائهم بدوائه تاره وتارة ، مفترشون جباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ـ الحديث.» (٢)
أقول :
«الصفّ» : ترتيب الجمع على صفّ ، وصفّ القدمين في الصلاة : وضعهما بحيث يتحاذى الابهامان ويتساوى البعد بين الصدر والعقب. وحينئذ إرادة هذا المعنى في حال صلاتهم حقيقة لكون قرائتهم فيها كذلك ، أو كونهم بهذه الصفة ولو في غيرها ، وأن يكون كناية عن مطلق قيامهم بالقرائة مع شدّة ثباتهم وإقبالهم عليها بجدّهم ، وعن بعض النسخ : «تالون».
و «الحزن» : الهمّ ، وحزنه الامر كنصر أي : جعله حزينا ، وحزن كعلم أي : صار حزينا ، وحزّنه تحزينا : جعل فيه حزنا ، والاوّل والاخير كلاهما
__________________
(١) المجالس ، المجلس الرابع والثمانون ، ص ٥٧٠ ، ح ٢ ؛ والبحار ج ٦٧ ، ص ٣٤١ ، ح ٥١ ؛ ورواه أيضا سليم بن قيس الكوفي ـ قدّس الله سرّه ـ فى كتابه ، ص ٢٣٩.
(٢) كنز الفوائد ، ص ٣٢.