وقد أشرنا في أوّل الكتاب إلى كيفيّة الاستشفاء بالقرآن وغير ذلك ممّا يناسب المقام ، فراجع وتأمّل (١).
وعن مصباح الشريعة عن الصادق عليهالسلام أنّه قال :
«من قرأ القرآن ولم يخضع له ولم يرقّ عليه ولم ينشأ حزنا ووجلا في سرّه ، فقد استهان بعظم شأن الله ، وخسر (٢) خسرانا مبينا. فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال. فاذا خشع لله قلبه فرّ ، منه الشيطان الرجيم ، وإذا تفرّغ نفسه من الاسباب تجرّد قلبه للقرائة ، فلا يعترضه (٣) عارض فيحرمه نور القرآن وفوائده ، وإذا اتّخذ مجلسا خاليا واعتزل من الخلق بعد أن أتى بالخصلتين الاوّلتين استأنس روحه وسرّه بالله ، ووجد حلاوة مخاطبات الله عباده الصالحين ، وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم بقبول كراماته وبدائع إشاراته. فاذا شرب كأسا من هذا المشرب ، فحينئذ لا يختار على ذلك الحال حالا ، و [لا] على ذلك الوقت وقتا ، بل يؤثره على كلّ طاعة وعبادة ؛ لأنّ فيه المناجاة مع الربّ بلا واسطة.
__________________
ـ هشام ، عمّن ذكره ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ ورواه أيضا الصدوق (ره) بهذا الاسناد في الامالي ، المجلس السادس والثلاثون ، ح ١٥ ؛ والخصال ، ج ١ ، باب الثلاثة ، ص ١٤٢ ، ح ١٦٤ ؛ وهكذا في الوسائل ، ج ٤ ، باب ٨ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٣٦ ، ح ٣.
(١) راجع مبحث أسماء القرآن من المقدمة الاولى.
(٢) في المخطوطة : «فقد خسر».
(٣) في المخطوطة : «يعترض».