لم يقبلوه ، والخطأ منّي أو منهم ، وإن وجدوه مشتبها فليذروه في سنبله ، وعليهم أن لا يبادروا بالانكار قبل تمام الجدّ والجهد في فهم الكلام وملاحظة المباني والادلّة والقواعد ، فلعلّ من وراء مبلغ نظرهم نظر لغيرهم.
ولا ألتزم إصابة نظري للواقع ؛ إذ القلب عليل ، والرأي كليل ، وموانع الادراك كثيرة ، وأسباب الاختلال في الأدلّة الّتي نتوصّل بها إلى المطالب من الاخبار وغيرها كثيرة ، والمطالب غير محصورة ، والاوقات محدودة ، والاسباب غير مجتمعة ؛ فلعلّ من وراء مذهبي مذهبا لغيري ، وفوق فكري فكرا سواه. ومع هذه الاحوال لا بدّ أن يتطرّق إلى الكلام الخطأ والنقصان ، مضافا إلى كون الانسان محلا للسهو والنسيان ، فغاية ما يرجى في مثل ذلك الحال أن يكون أكثر المطالب مطابقة للواقع ، إلا أن يسدّدني ربي ويعصمني ، ويأخذ بقلبي إلى الرشاد ؛ إنّه بكلّ شيء قدير ، وهو بكلّ شيء عليم.
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الله الملك المعبود. وأخّرنا تفسير الاستعاذة إلى الآية المشتملة عليها لنذكرها عنده ـ إن شاء الله تعالى ـ ، ومن الله التوفيق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.