وعوّض منه الالف واللام ، كما عن أبي عليّ النحويّ ، أو من دون تعويض كما ذكره غيره.
والاله مشتقّ من أله بالفتح إلاهة أي : عبد عبادة على ما ذكره الجوهري (١) ووافقه جماعة.
وعن المصباح : «أله يأله ـ من باب تعب ـ إلهة [بمعنى] عبد عبادة ، وتألّه : تعبّد ، والالاه : المعبود وهو الله سبحانه ، ثمّ استعار [ه] المشركون لما عبد من دونه».
وأجود منه ما ذكره الجوهري من تعليل تسمية الاصنام بالالهة باعتقادهم أنّ العبادة تحقّ لها ، وأسمائهم تتبع اعتقاداتهم ، لا ما عليه الشيء في نفسه.
قيل : «اتّفق القائلون بالاشتقاق على اشتقاقه ممّا ذكر (٢) ، وأنّه اسم جنس كالرجل والفرس ، يقع على كلّ معبود بحقّ أو باطل ، ثمّ غلب على المعبود بحقّ ؛ كما أنّ النجم إسم لكلّ كوكب ، ثمّ غلب على الثريّا. وكذا السنة على عام القحط والبيت على الكعبة ، والكتاب على كتاب سيبويه. وأمّا الله بحذف الهمزة فمختص بالمعبود [ب] الحقّ لم يطلق على غيره (٣).» انتهى.
وقيل : «من أله بكسر أي : تحيّر.» وذكر الجوهري أنّ أصله الوله ، وردّ بمخالفته لكثير من كلام أهل اللّغة ، والمناسبة ظاهر ؛ إذ تحيّرت الاوهام ، وغمضت مداخل الفكر ، وعجزت العقول عن إدراكه.
وقيل : «من ألهت إلى فلان أي : سكنت إليه.» فالنفوس لا تسكن إلا إليه ، والعقول لا تقف إلا لديه ، (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). (٤)
__________________
(١) راجع الصّحاح ، وقد يوجد فيه أيضا كثير من الاقوال المتقدّمة والآتية المنقولة عنه وعن غيره في حول كلمة الجلالة.
(٢) يعني به ما تقدم أخيرا عن الجوهري.
(٣) القول للنيشابوري ، راجع تفسيره ، ج ١ ، ص ٢٤.
(٤) الرعد / ٢٨.