«الرحمن إسم خاصّ لصفّة عامّة ، والرحيم إسم عامّ لصفة خاصّة.» (١)
وفي بعض أدعية الصحيفة السّجاديّة :
«يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.» (٢)
ونقل النيشابوري وغيره أنّه جاء :
«رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا.» (٣)
أقول :
الرحمن والرحيم كلاهما صفتان مشتقّان من الرحم ، وأصله بحسب المعنى : العطف والرقّة وفسّرا بالتعطّف والشفقة والميل الروحاني لا الجسماني ، فان ذلك ليس معنى الرحمة وإن كان معنى بعض ما يلاقيها في الاشتقاق.
وذكر بعضهم : «أنّ منه الرحم لرقّتها وانعطافها على ما فيها.» (٤)
ولعلّه أراد به بيان المناسبة ، وإلا فلا يطلق على ما رقّ جسمه حسّا ، أو انعطف كذلك الرحمة ، كما نبّه عليه المفسّر المتقدّم. (٥) نعم ، يصحّ ذلك في الرحم بمعنى القريب لما جعل بين الارحام من الميل والشفقة والتعطّف.
وذكر بعضهم في تفسير الرحمة هنا : «أنّها ترك عقوبة من يستحقّها ، أو إرادة الخير لأهله.» (٦) وذكر آخر أنّها : «في بني آدم عند العرب رقّة القلب ثمّ
__________________
(١) نفس المصادر غير الدرّ المنثور.
(٢) الصحيفة السجادية ، دعائه ـ عليهالسلام ـ في استكشاف الهموم (د ٥٣).
(٣) تفسير النيشابوري ، ج ١ ص ٢٤ ؛ ونقله أيضا الزمخشري في الكشاف ، ج ١ ، ص ٦ ؛ والبيضاوي في أنوار التنزيل ص ٢.
(٤) ذكره النيشابوري والزمخشري والبيضاوي في المصادر المتقدمة.
(٥) راجع تفسير النيشابورى ، ج ١ ، ص ٢٤.
(٦) نفس المصدر.