ونسب إلى الرواية عنه عليهالسلام أيضا أنّها :
«أقرب إلى الاسم الاعظم من سواد العين إلى بياضها.» (١)
وروى الشيخ في التهذيب عن الصادق عليهالسلام مثله على الوجه الاوّل (٢).
وربّما يوجّه بأنّ البسملة اللّفظيّة نسبتها إلى البسملة التكوينيّة بمعنى حقيقة ما تدلّ عليها في عالم الاسماء الالهيّة نسبة المظهر والمرآة والفرع إلى الغيب والاصل ، فتلاحظها فيها من دون مشاهدة الاولى ، وبملاحظتها ، كما إذا توجّهت إلى النفس المقابلة في المرآة من دون التفات إليها أصلا ، والاولى محلّ لظهور الثانية وحاكية لها ، فهي أقرب إليه من سواد العين إلى بياضه ؛ لأنّ ذلك قرب الملاصقة وهنا قرب المداخلة ، لا كدخول شيء في شيء.
والّذي يظهر لي أنّ البسملة في المقامين نسبتها إلى الاسم الاعظم فيهما نسبة الناظر والسواد إلى بياض العين. وذلك أنّ حقيقة الاسم الاعظم الالهي ينبغي أن يكون هو الاسم الواحد الّذي بوحدته يشمل جميع الاسماء ، ويكون تلك الاسماء بمنزلة الاجزاء والجزئيّات والحروف من تلك الكلمة العينيّة ، ولا يعزب عنه شيء من
__________________
ـ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب القراءة في الصلاة ، ص ٧٤٧ ، ح ١١ ، نقلا عنه. وفي النسخة الموجودة عندنا من العيون : «سواد العين إلى بياضها» كما يأتي في الرواية الآتية ؛ لكنه في الوسائل ، على نحو نقله المؤلف (ره) ، وهكذا ما وجدنا الحديث في المجالس.
(١) المصادر السابقة غير الوسائل ؛ وهكذا نقله عليّ بن عيسى الاربلى (ره) في كشف الغمة ، ج ٢ ، ص ٤٢٠ ، من كتاب دلائل الحميري ، عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي محمد العسكري ـ عليهالسلام ـ.
(٢) التهذيب ، ج ٢ ، باب في كيفية الصلاة من أبواب الزيادات ، ص ٢٨٩ ، ح ١٥ ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب القراءة في الصلاة ص ٧٤٥ ، ح ٣.