كما حقّق في مقامه (١) ، ولأنّه الموجود الحقيقيّ كما يعرفه العارفون. وثبوت الصفة فرع ثبوت الموصوف ، وذلك أنّهم يرون كلّ قدرة مستغرقة في القدرة في الذات ، وكلّ علم مستغرقا في العلم بالذات ، وهكذا في كل صفة كماليّة ، فإذن المحامد كلّها راجعة إليه سبحانه ، ولهذا ذكر اسم الله دون غيره من الاسماء لدلالته بحسب المفهوم على جامعيّته الاوصاف الجماليّة والجلاليّة وربوبيّته أنواع الاشياء كلّها ، وكلّ اسم غيره إنّما يدلّ على صفة وربوبيّة نوع واحد.» (٢) انتهى.
ويؤيّد ما ذكرناه من إفادة هذه اختصاص جميع أنواع الحمد به سبحانه ما روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال :
«فقد أبي بغلة له ، فقال : لئن ردّها الله تعالى لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي [بها](٣) بسرجها ولجامها ، فلمّا استوى عليها وضمّ إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال : الحمد لله ، ولم يزد. ثمّ قال : ما تركت وما أبقيت شيئا ، جعلت كلّ أنواع المحامد لله عزوجل ، فما من حمد إلا وهو داخل فيما قلت.» (٤)
__________________
(١) في المخطوطة : «خاتمته».
(٢) راجع المصدر المذكور في تعليقة ١ ص ٢٧٠.
(٣) كذا في المصادر.
(٤) رواه علي بن عيسى (ره) في كشف الغمة ، ج ٢ ، باب في ذكر الامام الخامس أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ، ص ١١٨ ؛ ونقله البحراني (ره) في البرهان ، ج ١ ، ص ٤٦.