اعترف بأنّي أنا المالك (١) يوم الدين لأسهّلنّ يوم الحساب حسابه ، ولا ثقلنّ حسنانه ، ولأتجاوزنّ عن سيّئاته.
فاذا قال العبد : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) قال الله عزوجل : صدق عبدي ، إيّاي يعبد ؛ اشهدكم لأثيبنّه على عبادته ثوابا يغبطه كلّ من خالفه في عبادته لي.
فاذا قال : (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، قال الله تعالى : بي استعان [عبدي] وإليّ التجأ ؛ أشهدكم لأعيننّه على أمره ، ولأغيثنّه في شدائده ، ولآخذنّ بيده يوم نوائبه.
فاذا قال : «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ـ إلى آخر السورة» قال الله جلّ جلاله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فقد استجبت لعبدي ، وأعطيته ما أملّ ، وآمنته ممّا منه وجل.» (٢)
وروي من طريق العامّة عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال :
«يقول الله سبحانه : قسّمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فاذا قال العبد : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال الله : مجّدني عبدي. وإذا قال العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال الله : حمدني عبدي. وإذا قال : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال الله : أثنى عليّ عبدي. وإذا قال : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال الله : فوّض إلىّ عبدي. وإذا قال : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال الله : هذا بيني وبين عبدي. وإذا قال : «اهْدِنَا الصِّراطَ
__________________
(١) في المخطوطة : «الملك».
(٢) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٢١ ؛ والعيون ، ج ١ ، باب ٢٨ ، ص ٢٣٤ ، ح ٥٩ ؛ وهكذا رواه (ره) في الامالي ، المجلس الثالث والثلاثون ، ح ١ ؛ وأيضا في البحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٢٦ ، ح ٣.