«كتاب عليّ لا ريب فيه ـ الحديث.» (١)
والظاهر كما ذكره بعضهم أنّ : «إضافة الكتاب إلى عليّ بيانيّة ، يعني :
أن ذلك إشارة إليه عليهالسلام ، والكتاب عبارة عنه ، والمعنى : أنّ ذلك الكتاب الّذي هو عليّ لا مرية فيه.» (٢) فيوافق رواية القمّي ، بل لا يبعد اتّحاد الروايتين ، كما يشهد له بعض القرائن. وعلى كلّ حال فهذا تأويل والاوّل تفسير ، وقد سبق وجه التطبيق بين الكتاب والامام في المقدّمات (٣).
ونقول هنا : إنّ القرآن إذا استولى على مملكة القلب بأمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، ومعارفه وأحكامه ، وترغيبه وترهيبه بحيث صار هو المتصرّف في الانسان ، وكان مصداقا للوصف الّذي وصف أمير المؤمنين عليهالسلام «العبد الّذي هو من أحبّ عباد الله عليه من أنّه أمكن الكتاب من زمامه ، فهو قائده وإمامه يحلّ حيث حلّ ثقله ، وينزل حيث كان منزله» على ما ببالي من لفظه ، فالانسان حينئذ قرآن بنفسه لفناء كلّ شيء كان من نفسه فيما جاء من طرف القرآن ، فليس هناك إلا القرآن وأحكامه وآثاره وما جاء من طرفه. وحينئذ فكلّ وصف وصف به القرآن من أنّه حقّ لا باطل معه ، وأنّه لا ريب فيه ، وأنّه هدى للمتّقين وغير ذلك ، فهو وصف لذلك العبد الموصوف ، فلاحظ وتدبّر.
هذا مع أنّ الكتاب غير مخصوص باللّفظيّ والتدويني ، بل هيهنا كتاب تكوينيّ ، بل كتب تكوينيّة يطابقه الكتاب التدويني ، كما نقل عن أمير المؤمنين
__________________
(١) العياشي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، مرسلا عن سعدان بن مسلم ، عن بعض أصحابه ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٨ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٣ ، ح ٢.
(٢) الكلام للفيض (ره) ، فراجع الصافي ، ج ١ ، ص ٥٨.
(٣) راجع المقدمة الاولى ، ص ١٨ ـ ٢١.