عليهالسلام (شعر) (١) :
دوائك فيك وما تشعر |
|
ودائك منك وما تبصر (٢) |
وأنت الكتاب المبين الّذي |
|
بأحرفه (٣) يظهر المضمر |
وعن الصادق عليهالسلام :
«الصورة الانسانيّة هي أكبر حجّة الله على خلقه وهي الكتاب الّذي كتبه الله بيده.» (٤)
وقيل : إنّ «إطلاق الكتاب على الانسان شائع في عرف أهل الله وخواصّ أوليائه.» (٥)
وبيان ذلك في خصوص الانسان : أنّ الانسان بعد التصفية الكاملة والتحقّق بحقيقة التقوى يجد في لوح نفسه معارف وعلوما ، فكأنّ نفسه لوح وتلك العلوم والمعارف نقوش مكتوبة عليها. ولعلّه المراد من الصورة الانسانيّة الموصوفة بأنّه أكبر حجّة الله ، وذلك لأنّ مثل ذلك العلم الثابت في لوح النفس أقوى من جميع الحجج على ذلك الانسان ؛ إذ ليس سائر العلوم مثله في القوّة والاستيلاء والثبات عليه ، فالحجّة به أتمّ وألزم من غيرها ، ولا تكليف إلا بعد البيان ، ومثل ذلك الانسان المتحقّق بذلك المقام مقيم للحجّة على سائر عباد الله الّذين ليس لهم ذلك وذلك الكتاب ما كتبه الله بقدرته ليس ما كتبه الناس ، وهو المبين الّذي يبيّن المضمرات الغائبة عن هذا العالم ، ولذلك المقام عندنا آية وهو العقل بالنسبة إلى أحكامه الغير الاكتسابيّة. فانّه لو لاحظته حقّ الملاحظة وجدت هذه العلوم
__________________
(١) ديوان الامام علي ـ عليهالسلام ـ ، ص ٥٧.
(٢) في المخطوطة : «لا تبصر».
(٣) خ. ل : «بآياته».
(٤) نقله الفيض (ره) في الصافي ، ج ١ ، ص ٥٨.
(٥) هو كلام الفيض (ره) ، تجده في الصافي ، ج ١ ، ص ٥٨.