كلّما ازداد التقوى ازداد كونه هدى ، وهو الظاهر من حال القرآن بالنسبة إلى أهل التقوى الحقيقيّ. ولعلّهم المرادون بالشيعة في تلك الاخبار المفسّرة كما يقوّيه ملاحظة ما ورد من الاخبار في صفات الشيعة ، وأنّه ليس عامّا لكلّ من أظهر كلمة الولاية كما يظنّه الناس ، فراجع.
وربّما يستفاد هذا المعنى من آيات عديدة ؛ كقوله سبحانه : (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ.)(١) وقوله تعالى : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ.)(٢)
إلى غير ذلك من الآيات الّتي يأتي في مواضعها ـ إن شاء الله تعالى ـ.
وقد مرّ سابقا بيان إجمال بعض مراتب الهدايات القرآنيّة للمتّقين على درجاتهم في أوّل الكتاب فراجع.
وأمّا وصف القرآن بأنّه هدى للناس في الآية الاخرى ، فلعلّه باعتبار المعنى الظاهريّ من الهداية الصوريّة الشأنيّة ، أو باعتبار شأنيّتهم للاهتداء به بتحصيل التقوى أوّلا.
__________________
(١) كذا في المخطوطة ، وكتب فوقه «ظ». وليس هذه الفقرة بعينها موجودة في القرآن ، ولعلّ الصحيح : «هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ» (البقرة / ٩٧ والنمل / ٢) أو : «هُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ» (النحل / ١٠٢) أو : (بُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ) (الاحقاف / ١٢).
(٢) المائدة / ١٥ ـ ١٦.