لا يُؤْمِنُونَ.» فهؤلاء كفروا [وجحدوا] بغير علم. وأما الّذين كفروا وجحدوا بعلم ، فهم الّذين قال الله تبارك وتعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ.)(١) فهؤلاء الّذين كفروا وجحدوا بعلم.
ـ قال : ـ وحدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى ؛ يقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ) يعني : رسول الله صلىاللهعليهوآله (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ»)(٢) ؛ لأن الله عزوجل قد أنزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمّد صلىاللهعليهوآله وصفة أصحابه بنعته ومنهاجه (٣) ، وهو قوله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً ... ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ.)(٤) فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله في التوراة والانجيل وصفة أصحابه. فلما بعثه الله عزوجل عرفه أهل الكتاب ، كما قال جلّ جلاله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مخرج (٥) النبي : أيها العرب هذا أوان نبي يخرج بمكة ، ويكون مهاجره (٦) إلى المدينة
__________________
(١) البقرة / ٨٩.
(٢) البقرة / ١٤٦.
(٣) في بعض النسخ : «ومبعثه وهجرته» ، وفي بعضها : «ومبعثه ومهاجره».
(٤) الفتح / ٢٩.
(٥) خ. ل : «مجيء».
(٦) في بعض النسخ : «هجرته» ، وفي المخطوطة : «مهاجرته».