وهو آخر الانبياء وأفضلهم ؛ في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ؛ يلبس الشملة ويجتزي بالكسر والتميرات ، ويركب الحمار العري ، (١) وهو الضحوك القتّال يضع سيفه على عاتقه ، لا يبالي من لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخفّ والحافر ، ليقتلنّكم [الله] به يا معشر العرب قتل عار.
فلما بعث الله نبيه صلىاللهعليهوآله بهذه الصفة حسدوه وكفروا به ؛ كما قال الله عزوجل : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)
ومنه : كفر البرائة ، وهو قوله : (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ)(٢) ؛ أي : يتبرأ بعضكم من بعض.
ومنه : كفر ترك ، الترك لما أمرهم الله تعالى ، وهو قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ)(٣) أي : ترك الحج وهو مستطيع فقد كفر.
ومنه : كفر النعم ، وهو قوله تعالى : (لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ)(٤) ، أي : ومن لم يشكر نعمة الله فقد كفر.
فهذه وجوه الكفر في كتاب الله.» (٥)
__________________
(١) في القمي : «عرية» ، وفي البحار : «العرية».
(٢) العنكبوت / ٢٥.
(٣) آل عمران / ٩٧.
(٤) النمل / ٤٠.
(٥) القمي ، ج ١ ، ص ٣٢ ؛ والبحار ، ج ٧٢ ، باب الكفر ولوازمه وآثاره ، ص ٩٢ ، ح ٢.