[و] تبرّيه من أوليائه من الانس يوم القيامة : (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)(١) ؛ (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً)(٢) ، يعني : يتبرأ بعضكم من بعض.» (٣) انتهى.
وفي الصحاح : «الكفر : ضدّ الايمان ، وقد كفر بالله كفرا ـ إلى أن قال : ـ والكفر أيضا : جحود النعمة ، وهو ضد الشكر ، وقد كفره كفورا وكفرانا. وقوله تعالى : (إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ)(٤) أي : جاحدون. وقوله تعالى : (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً)(٥) قال الاخفش : هو جمع الكفر ؛ مثل : برد وبرود. والكفر بالفتح : التغطية ، وقد كفرت الشيء أكفره بالكسر كفرا أي : سترته. ورماد مكفور إذا سفت (٦) الريح التراب عليه حتى غطّته ـ إلى أن قال : ـ والكفر أيضا : ظلمة اللّيل وسواده ، وقد يكسر الكاف ؛ قال حميد [شعرا] :
فوردت قبل انبلاج الفجر |
|
وابن ذكا كامن في كفر |
أي : فيما يواريه من سواد اللّيل. والكافر : اللّيل المظلم ؛ لأنّه يستر بظلمته كلّ
__________________
(١) إبراهيم / ٢٢.
(٢) العنكبوت / ٢٥.
(٣) الكافي ، ج ٢ ، باب وجوه الكفر ، ص ٣٨٩ ، ح ١ ؛ والبرهان ، ج ١ ص ٥٧ ؛ وكذا رواه النعماني (ره) فى تفسيره عن إسماعيل بن جابر ، عن الصادق ، عن أمير المؤمنين ـ عليهماالسلام ـ ، فراجع البحار ، ج ٩٣ ، باب ما ورد في أصناف آيات القرآن ، ص ٦٠ ـ ٦١ ، وج ٧٢ ، باب الكفر ولوازمه وآثاره ، ص ١٠٠ ، ح ٣٠.
(٤) القصص / ١٨.
(٥) الاسراء / ٩٩.
(٦) في المخطوطة : «سلقت».