بها في حمارة القيظ. ثمّ جائوا بصخرة أخرى فيها قدر ثلاث مائة منّ ، فأرسلوها علينا ، فانحنيت على ثابت ، فأصابت مؤخّر رأسي [فكانت كماء صببته على رأسي وبدني في يوم شديد الحرّ. ثمّ جاؤوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة منّ ، يديرونها على الارض لا يمكنهم أن يقلبوها ، فأرسلوها علينا ، فانحنيت على ثابت ، فأصابت مؤخّر رأسي] وظهري ، فكانت كثوب ناعم صببته (١) على بدني ولبسته ، فتنعّمت به ، ثمّ سمعتهم (٢) يقولون : لو أنّ لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت منها واحدة من بلاء هذه الصخور. ثمّ انصرفوا ، فدفع الله عنّا شرّهم ، فأذن الله لشفير البئر فانحطّ ولقرار البئر قد ارتفع ، فاستوى القرار والشفير بعد بالارض ، فخطونا وخرجنا.» ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «انظر» ، فنظر إلى «عبد الله بن أبيّ» وإلى سبعة من اليهود ، قال : «[قد] شاهدت ختم الله على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم.»
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنت يا عليّ عليهالسلام أفضل شهداء الله في الارض بعد محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله.»
قال : فذلك قوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) ، تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها ، ويبصرها
__________________
(١) أي : لبسته.
(٢) في البرهان : «فسمعتهم» ، وفي المخطوطة : «فاستمعتهم».