السلاح ، الذين يفي (١) واحد منهم بعشرة آلاف من الناس المعدودين (٢) من الاسود والنمور والافاعي. حتى طبقت تلك الجبال والارضون والهضبات بذلك كل ينادي ، يا علي ، يا يا وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ها نحن قد سخّرنا الله لك ، وأمرنا باجابتك كلّما دعوتنا إلى اصطلام كلّ من سلّطنا عليه ، فمتى شئت فادعنا نجبك بما شئت ، وتأمرنا به نطيعك.
يا علي ، يا وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إن لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك أطراف الارض وجوانبها هيئة واحدة كضوة كيس لفعل ، أو يحط لك السماء إلى الارض لفعل ، أو ينقل لك الارض إلى السماء لفعل ، أو يقلب لك ماء بحارها الاجاج ماء عذبا أو زيبقا أو بانا (٣) أو ما شئت من أنواع الاشربة والادهان لفعل ، ولو شئت أن يجمد البحار أو يجعل سائر الارض هي البحار لفعل ؛ لا يحزنك تمرّد هؤلاء المتمردين ، وخلاف هؤلاء المخالفين ، فكأنهم بالدنيا قد انقضت بهم كأن لم يكونوا فيها ، وكأنّهم بالآخرة إذ وردت عليهم كأن لم يزالوا فيها.
يا علي ، إن الذي أمهلهم مع كفرهم وفسوقهم وتمرّدهم عن طاعتك ، هو الذي أمهل فرعون ذا الاوتاد ، ونمرود بن
__________________
(١) في المخطوطة : «بقى».
(٢) خ. ل : «المعهودين».
(٣) الزئبق : سيال معدني لا يجمد إلا في درجة ٤٠ من الصفر ، والعامة تقول له الزيبق ؛ والبان : شجر معتدل القوام ليّن ورقه كورق الصفصاف ، يؤخذ من حبه دهن طيب.