على الموافقة بل وطنوها على مخالفته عليهالسلام ، كذلك هؤلاء يقرون بكلمة الولاية ويذعنون به ، ويظهرون كمال التسليم لأمير المؤمنين عليهالسلام ، لكنهم لم يوطنوا أنفسهم على إطاعته في أوامره ونواهيه ، والائتمام به عليهالسلام علما وخلقا وحالا ونيّة وعملا ، بل وطنوا أنفسهم على مخالفته عليهالسلام في ذلك كلّه إلا في أشياء قليلة لو وافقت ، وهو النكث لذلك الانقياد الذي أظهر بالقول ، وكما أنّه أمر الله سبحانه باخراج هؤلاء لظهور عجائب ما أكرم عليهالسلام به من طاعة الاشياء له بما أوقف موقف الرسول كذلك أمر كل مكلّف بمعرفة شأن الامام وخروجه لطلب معرفته بالادلة الموصلة له إلى ذلك المطلوب ، خصوصا لو قلنا بوجوب تكميل المعرفة بهم على كلّ أحد بالقدر الذي يتيسر له وله أهليته ، كما هو أحد الوجوه ـ وتحقيقه في محلّه ـ.
وهذا القدر من المعرفة يعني : طاعة جميع الاشياء للامام شأنا بحيث لو أمرهم أطاعوه أمر يسعه كل ذهن وصدر ، وكذا قدرته على الانتقام ، وأن المانع عن ذلك هو أمر الله وحكمته ، وملاحظة المعجزات الصادرة عنهم عليهمالسلام المنقولة يشهد لذلك.
وكما أنه صلىاللهعليهوآله ذكر له عليهالسلام : «أن الله أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك ، والمواظبة على خدمتك ، والجد في طاعتك» ، كذلك وصل إلى هؤلاء المخادعين أنّ عليهم أن ينصروا أمير المؤمنين عليهالسلام في أنفسهم بأن يصيروا أتباعا وشيعة له في جميع المراتب ، ويساعدوه فيما دعاهم إليه ، ويواظبوا على خدمته عليهالسلام ويجدوا في طاعته بامتثال أوامره ونواهيه ومواعظه وتعليمه وإرشاده وتأديبه ، المأثورة عنه عليهالسلام وعن القائمين مقامه في طي الاخبار والاثار ، وأنهم إن فعلوا ما أمرهم الائمة عليهمالسلام في طى ذكر صفات المؤمن والشيعة وغيره كانوا ملوكا خالدين ناعمين ، وإن خالفوا ما وعظوا به وعصوهم كان عليهم العقاب والتعذيب ، وأنهم إن أطاعوا الائمة عليهمالسلام في جميع أقوالهم وأحوالهم وشؤونهم سعدوا ، وإن خالفوهم وسلكوا