فيك رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، المقداد أخوك في الدين وقد قدّمتك ، فكأنّه يعينك حبّا لك ، وبغضا على أعدائك وموالاة أوليائك. لكن ملائكة السموات والحجب أشدّ حبا لك منك لعلي عليهالسلام وأشدّ بغضا على أعدائك منك على أعداء عليّ عليهالسلام فطوباك ، ثمّ طوباك.
ثمّ يقول لأبي ذرّ : مرحبا بك يا أبا ذر! أنت فيك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» قيل : بماذا فضّله الله بهذا وشرّفه؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّه كان يفضّل عليّا عليهالسلام أخا رسول الله صلىاللهعليهوآله قوّالا ، وله في كلّ الاحوال مدّاحا ولشانيه وأعاديه شانيا ، ولأوليائه وأحبّائه مواليا ؛ سوف يجعله الله عزوجل في الجنان من أفضل سكّانها ، ويخدمه من لا يعرف عدده إلّا الله من وصائفها وغلمانها وولدانها».
ثمّ يقول لعمّار بن ياسر : أهلا وسهلا يا عمّار! نلت موالاة أخي رسول الله صلىاللهعليهوآله من وادع رأفة لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر العبادات ما لا يناله الكادّ (١) بدنه ليله ونهاره ؛ يعني : اللّيل قياما ، والنهار صياما ، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له. مرحبا بك! فقد رضيك رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام أخيه مصافيا ، وعنه مناويا حتّى أخبر أنّك ستقتل في محبّته ، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته ؛ وفّقني الله لمثل عملك وعمل أصحابك ممّن
__________________
(١) الكاد : المشقة (قاموس).