الآبدين» (١).
وعن تفسير الامام عليهالسلام أنّه قال العالم عليهالسلام :
«فأمّا استهزاء الله بهم في الدنيا ، فهو أنّه مع إجرائه إياهم على ظاهر أحكام المسلمين لاظهارهم ما يظهرونه من السمع والطاعة والموافقة لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بالتعريض لهم ، حتّى لا يخفى على المخلصين من المراد بذلك التعريض ويأمر بلعنهم.
وأمّا استهزاؤه بهم في الآخرة ، فهو أنّه عزوجل إذا أقرّهم في دار اللّعنة والهوان أو عذّبهم بتلك الالوان العجيبة من العذاب ، وأقرّ هؤلاء المؤمنين في الجنان بحضرة محمّد صلىاللهعليهوآله صفيّ الملك الديّان اطّلعهم على هؤلاء المستهزئين بهم (٢) في الدنيا حتّى يروا ما [هم] فيه من عجائب اللّعائن وبدائع النقمات ، فتكون لذّتهم وسرورهم بشماتتهم بهم كما [كان] لذّتهم وسرورهم بنعيمهم في جنّات ربّهم. فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين المنافقين بأسمائهم وصفاتهم ، وهم على أصناف :
منهم : من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه.
ومنهم : من هو بين مخاليب سباعها تعبث به وتفترسه.
ومنهم : من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها (٣)
__________________
(١) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٢ ص ٥١٩.
(٢) في المخطوطة : «كانوا بهم».
(٣) الارزبة بالكسر والتثقيل عصاة كبيرة من حديد يتخذ لتكسر المدر ، وفي لغة «مرزبة» بكسر الميم مع التخفيف والعامة تنقل مع الميم (مجمع).