يقع من أيديها عليه يشدّد في عذابه ، ويعظم حزنه ونكاله.
ومنهم : من هو في بحار جحيمها (١) يغرق ، ويسحب فيها.
ومنهم : من هو في غسلينها وغسّاقها تزجره فيها زبانيتها.
ومنهم : من هو في سائر أصناف عذابها.
والكافرون والمنافقون ينظرون فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمّد وعليّ وآلهما ـ صلوات الله عليهم ـ يعتقدون ، فيرونهم :
منهم : من هو على فرشها يتقلّب.
ومنهم : من هو على فواكها يرتع.
ومنهم : من هو في غرفها أو في بساتينها ومتنزّهاتها يتبحبح (٢) والحور العين والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم ، وطائفون بالخدمة حواليهم ، وملائكة الله عزوجل يأتونهم من عند ربّهم بالحباء (٣) والكرامات وعجائب التحف والهدايا والمبرّات ، يقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.)(٤) فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين : يا فلان ويا فلان ويا فلان ، حتّى ينادوهم بأسمائهم : ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون؟ هلمّوا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان
__________________
(١) في المصادر : «حميمها».
(٢) البحح : الفرح والتبحبح ، وهو التمكن في الحلول والمقام (مجمع).
(٣) الحباء : العطية ، يقال : حباه حبوة وحباء أي : أعطاه.
(٤) الرعد / ٢٤.