لتتخلّصوا من عذابكم وتلحقوا بنا في نعيمها. فيقولون يا ويلنا أنّى لنا هذا؟! فيقول المؤمنون : انظروا لهذه الابواب. فينظرون إلى أبواب من الجنان مفتّحة تخيّل إليهم أنّها إلى جهنّم التي فيها يعذّبون. ويقدرون أنّهم يتمكّنون أن يتخلّصوا إليها ، فيأخذون في السباحة في بحار جحيمها (١) ، وعدوا من بين أيدي زبانيتها ، وهم يلحقونهم [و] يضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم فلا يزالون كذلك يسيرون هناك. وهذه الاصناف من العذاب تمسّهم حتّى إذا قدروا أن يبلغوا تلك الابواب وجدوها مردومة عنهم ، وتتهدّدهم (٢) الزبانية بأعمدتها ، فتنكّسهم إلى سواء الجحيم ، ويستلقي اولئك المنعّمون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم ، فذلك قول الله عزوجل : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) وقوله عزوجل : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ.)» (٣)
وعن الصدوق باسناده عن ابن فضّال ، عن الرضا عليهالسلام قال :
«سألته عن قول الله : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)؟
فقال : إنّ الله لا يستهزئ ولكن يجازيهم جزاء الاستهزاء.» (٤)
__________________
(١) في المصادر : «حميمها».
(٢) في المصادر : «تدهدههم» والتدهده : التدحرج.
(٣) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٣ ص ٥٢٢.
(٤) رواه رحمهالله في العيون ، ج ١ ، باب ١١ ، ص ١٠٣ ، ح ١٩ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٤ ، ح ٥ ؛ ونور الثقلين ، ج ١ ، ص ٣٥ ، ح ٢٣.