المشار إليها بعد ملاحظة ما ذكرناه في الآيات السابقة ، فلا نطيل بذكر التفصيل ، كما أنّه يجري نظير جملة ممّا تقدّم في شرح نظير الرواية هنا بأدنى تأمّل.
وعن الكافي باسناده عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) :
«يقول : أضائت الارض بنور محمّد صلىاللهعليهوآله كما تضيء الشمس ، فضرب الله مثل محمّد صلىاللهعليهوآله الشمس ، ومثل عليّ الوصيّ عليهالسلام القمر ، وهو قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) وقوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ)(١) ، وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) ؛ يعني قبض محمّد صلىاللهعليهوآله فظهرت الظلمة ، فلم يبصروا فضل أهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ»)(٢).
أقول :
كأنّه إشارة إلى تطبيق حال المنافق في عالمه الصغير بحال العالم الكبير بالقياس إلى النوع ، وذلك أنّه كما كان صفة المنافق هنا أنّه كان في حكم الاسلام مدّة تضيء نار الاسلام عليه ، وعقّب باذهاب الله نورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ، كذلك نار الاسلام في العالم الكبير كانت يستوقدها محمّد صلىاللهعليهوآله حتّى شيّد أمر الدين ، ونصر الاسلام وأعلى كلمته ، كما تضيء الشمس في النهار في ظاهر العالم. كما
__________________
(١) يس / ٣٧.
(٢) الآية الاخيرة : الاعراف / ١٩٨ ، وفيها : «إن تدعوهم» ؛ والحديث في الكافي ج ٨ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥٧٤ ، عن جابر ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ وكذا في البرهان ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣ ؛ ونور الثقلين ، ج ١ ، ص ٣٦ ، ح ٢٥.