وكذا قوله : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)(١).
إلى غير ذلك وقد تكرّر في الآيات والاخبار الوصف بالعمى والصمم والبكم وما في معناها على وجه ظاهره تحقّقها فعلا ؛ كما نقل عن مواعظ المسيح ـ على نبيّنا وآله وعليهالسلام ـ أنّه قال :
«ألم تكونوا عميا فبصّركم فلما بصّركم عميتم؟ ويلكم! ألم تكونوا صمّا فأسمعكم ، فلمّا أسمعكم صممتم؟ ويلكم! ألم تكونوا بكما فانطقكم فلما أنطقكم بكمتم» (٢).
ومن تلك المواعظ أنّه قال :
«بحقّ أقول لكم : إنّ الدنيا خلقت مزرعة يزرع فيها العباد الحلو والمرّ والشرّ والخير ؛ الخير له مغبّة (٣) نافعة يوم الحساب ، والشرّ له عناء وشقاء يوم الحصاد» (٤).
وقد سبق منّا مراتب من البيان في شرح الختم على القلب والسمع ، وغشاوة البصر ، والسمع المختوم عليها أصمّ عمّا ختم عليه ، والعين المغشيّ عليها أعمى ، واللّسان الّذي من شأنه الحكاية عمّا في القلب إذا كان القلب مختوما عليها فليس له حكاية عمّا ختم عليه ؛ إذ الختم مانع عن الدخول باعتبار ، ومن الخروج والاظهار باعتبار آخر ، والاصل في الاظهار اللّسان ، والمانع عن الدخول رافع للموضوع
__________________
(١) الاعراف / ٢٩.
(٢) رواه الحراني (ره) في تحف العقول ، باب مواعظ المسيح ـ عليهالسلام ـ ، ص ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ؛ ونقله المجلسي (ره) في البحار ، ج ١٤ ، باب مواعظ عيسى ـ عليهالسلام ـ ، ص ٣١٢ ـ ٣١٤ ، ح ١٧.
(٣) «المغبة» : عاقبة الشيء.
(٤) راجع المآخذ المذكورة في تعليقة ٢ من هذه الصفحة.