ثمّ فرقه رذاذا ووابلا وهطلا وطلا ليتشفّه أرضوكم ، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة ، فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم.
ثمّ قال عزوجل : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) ؛ يعنى : ممّا يخرجه من الارض رزقا لكم.
(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أي : أشباها وأمثالا من الاصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شيء.
(وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، أنّها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربّكم تبارك وتعالى» (١).
أقول :
«فتصدع هاماتكم» على بناء التفعيل من الصداع ، و «أعطبه» : أهلكه ، و «الرذاذ» كسحاب : المطر الضعيف أو الساكن المطر الدائم الصغار القطر كالغبار ، و «الوابل» : المطر الشديد الضخم القطر ، و «الهطل» : المطر الضعيف الدائم ، و «الطلّ» : المطر الضعيف ، أو أخفّ المطر وأضعفه ، أو الندى ، أو فوقه ودون المطر. كل ذلك نقل عن الفيروز آبادي (٢).
وأصل الفراش اسم لما يفرش ؛ كالبساط لما يبسط ، والمهاد لما يمهد.
وفي شواذ القرائة بدل «فراشا» بساطا كما عن «يزيد الشامي» ، ومهادا كما عن طلحة (٣). والثاني قريب من الاول ، كما أنّ الاول مرادف للمعروف بحسب
__________________
(١) العيون ، ج ١ ، باب ١١ ، ص ١١٢ ، ح ٣٦ ؛ وتفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٥٥ ؛ والصافى ، ج ١ ، ص ٦٦ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٧.
(٢) راجع القاموس.
(٣) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٤٦.