وزاد في الكافي :
«فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ويخلص (١) من نشب ، فانّ التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص.»
أقول :
في الصّحاح : «هدن يهدن هدونا : سكن ، وهدّنه أي : سكّنه ـ إلى أن قال : ـ والاسم منها الهدنة ، ومنه قولهم : هدنة على دخن أي : سكون على غلّ.»
وقوله صلىاللهعليهوآله : «مشفّع» معناه ظاهرا : مقبول الشّفاعة.
وفيه أيضا : «يقال : محل به إذا سعى به إلى السلطان وهو ماحل ومحول. وفي الدّعاء : فلا تجعله ماحلّا مصدّقا.» انتهى. ولعلّه من هنا قيل في معناه : «يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه ؛ أعني : يسعى به إلى الله تعالى» (٢) ، وما قيل في تفسيره من أنّه : «الخصم المجادل» (٣).
وأصل المحل : الجدب ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض ، فيمكن إرادته هنا على معنى أنّ القرآن مجدب لمن لم يكن من أهله لا يمطر عليهم بمياه العلوم والمعارف والحكم.
وفيه أيضا : «الأنق : الفرح والسّرور ، وقد أنق بالكسر يأنق أنقا ، وشيء أنيق أي : حسن.» و «التخوم» على ما قيل جمع تخم بمعني : منتهى الشّيء.
وقوله : «لمن عرف الصّفة» قيل : «أي صفة التعرّف وكيفيّة الاستنباط.» (٤) ويحتمل إرادة صفة القرآن من دقائق إشارته ونكاته.
__________________
(١) خ. ل : «يتخلّص».
(٢) راجع الصافي ، ج ١ ، المقدّمة الاولى ، ص ٩.
(٣) نفس المصدر.
(٤) نفس المصدر.