وأمّا ما نزل في بيان صفات الحقّ ، فيمكن إدخالها في الاوّل ، لأنّهم عليهمالسلام مظاهرها ومحالّ معرفتها ، وإدخالها في السنن فيما كان من صفات الفعل ، والامثال فيما كان من صفات الذات ؛ إذ المعاني الّتي نتصوّرها من تلك الالفاظ مثل الله سبحانه ، فانّ كلّ ما ميّزناه بأوهامنا فهو مخلوق مثلنا ، مردود إلينا (١). وقد ورد روايات كثيرة عن المعصومين عليهمالسلام في تأويل كثير من الآيات بهم وبأوليائهم وأعدائهم (٢) ، حتّى قيل : «إنه قد صنّف في ذلك كتب ، واحد منها يقرب من عشرين ألف بيت.» (٣) وسنورد كثيرا منها في شرح الآيات المتعلّقة بها ـ إن شاء الله تعالى ـ.
وعن تفسير العيّاشي ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«يا محمّد (٤) ، إذا سمعت الله ذكر قوما (٥) من هذه الامّة بخير فنحن هم ، وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممّن مضى فهم
__________________
(١) كما قال الباقر عليهالسلام : «هل سمّي عالما وقادرا الا لانه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين؟ وكل ما ميزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ، والبارئ تعالى واهب الحياة ومقدر الموت. ولعلّ النمل الصغار تتوهم أن لله زبانيتين فانهما كمالها ...» نقله الفيض في المحجة البيضاء ، ج ١ ، ص ٢١٩.
(٢) قد رواها كثير من العلماء ومحدثي الخاصّة والعامّة ، وجمعوها في كتبهم ؛ كمحمد ابن العباس (ره) في الكنز ، الّذي أورده النجفي (رض) في تفسير الآيات الباهرة ؛ وأبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، والحويزي (قده) في نور الثقلين ؛ وغير ذلك.
(٣) الكلام للفيض ـ نوّر الله مرقده ـ ظاهرا ، فراجع الصافي ، ج ١ ، المقدمة الثالثة ، ص ١٤.
(٤) في المخطوطة : «أبا محمد» كما في الصّافي.
(٥) في بعض النسخ : «أحدا».