أقول :
الظاهر أنّ بناء هذه القسمة ليس على تعديل السهام وتسوية الاقسام ، بل على ضبط المقسم فيها. وما ورد في أحبّائهم فقد ورد فيهم عليهمالسلام ؛ لأنّ ما يلحق بأحبّائهم من حيث كونهم أحباء فقد لحق بهم عليهمالسلام ، وشيعتهم منهم ، خلقوا من فاضل طينتهم ، وكلّ خير نسب إلى الاحبّاء فأصله فيهم. وعدوّ من كان قبلهم عليهمالسلام فهو عدوّ لهم ، كما أنّ المؤمنين السابقين كانوا من شيعتهم وأحبّائهم ؛ لأنّه إذا ذكر الخير كانوا أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، وكلّ كمال نسب إلى الناقص يدخل فيه الكامل ، كما سبق بيانه ؛ كالذّم المنسوب إلى الناقص في تلك الصفة المذمومة ، وقد سبق أنّه يدخل في الآية من كان عمل (١) بمثل أعمالهم ، و [كان](٢) من سنخ طينتهم ، فراجع.
وأمّا الفرائض والاحكام ، فيمكن إدخالها في الخبر الاخير في قوله عليهالسلام : «ثلث فينا وفي أحبّائنا» ؛ لأنّهم القائمون بها ، فكأنّها حكايات أحوالهم وأفعالهم ، أو لأنّ بطونها ترجع إلى ولايتهم عليهمالسلام. ولعلّ المراد بالسنّة سنّة الله سبحانه في النشأة الاولى ، الّتي لا تبديل لها في السابقين واللاحقين ، فيندرج فيها القصص والاخبار عمّا مضى وما يأتي ، وبيان صنائع الله ونعمه على عباده ما عدا حكاية أحوال المؤمنين والكفّار ؛ إذ يمكن إدخالها فيما نزل فيهم ، خصوصا في الخبر الاخير.
وأمّا حكاية النشأة الاخرى ، فيمكن إدخالها في السنن ، وإدخالها في ما نزل فيهم عليهمالسلام وفي أعدائهم ، والتفصيل بين ما يختصّ باحدى الطائفتين وغيره ، كانشاء القيامة الكبرى ومقدّماتها.
__________________
(١) في المخطوطة : «من».
(٢) أضفناه بقرينة المقام.