.................................................................................................
______________________________________________________
الصفوف وحده ، فأمره أن يعيد الصلاة (١) لعلهما حملتا على الكراهة ، لعدم الصحة ، مع الأصل ، ولما في بعض الاخبار المتقدمة من العمومات ، فتأمل ، وقال في الشرح (٢) جمعا بينهما وبين الاخبار الصحيحة كصحيحة أبي الصباح عن الصادق عليه السلام عن الرجل يقوم في الصف وحده؟ فقال : لا بأس ، إنما يبدو واحد بعد واحد (٣)
قلت : ما رأيت في ذلك بخصوصها خبرا مطلقا ، فضلا عن الاخبار الصحيحة ، وان صحة خبر أبي الصباح أيضا غير ظاهر ، لوجود محمد بن الفضيل في طريق التهذيب (٤) وما رأيتها في غيره ، وهو مشترك ، نعم سماها بها في المنتهى أيضا ، وهما اعرف.
بل دلالتها أيضا غير واضحة ، لأنه قال : يقوم في الصف وحده مع انه قال (انما يبدو) فيدل على عدم اجتماع الصفوف ، وإمكان وجود احد بعده معه ، وانه ما كان خلف الصفوف.
بل الروايتان المتقدمتان أيضا ما دلتا على المطلوب : وهو كراهة وقوف الرجل الواحد وحده مطلقا ، مع إمكان الدخول بين الصفوف ، بل يدلان على المنع خلف الصفوف مطلقا ، والأول يدل على جواز الوقوف بحذاء الامام مع عدم إمكان الدخول في الصفوف.
نعم يمكن الاستدلال على الكراهة بمثل التعليل في ترغيب الجماعة (فإن الذئب يأكل القاصية) (٥)
__________________
(١) سنن ابن ماجة ج ١ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (٥٤) باب صلاة الرجل خلف الصف وحده حديث : ١٠٠٣ و ١٠٠٤
(٢) قال في الشرح ص ٣٧٢ بعد نقلهما : ما هذا لفظه (والخبران ضعيفا السند ، ويمكن حمل الأمر في الأول (أي ما عن العامة) على الاستحباب. والنهي في الثاني (المنقول عن أمير المؤمنين عليه السلام) على الكراهة ، جمعا بينهما وبين الاخبار الصحيحة إلخ)
(٣) الوسائل باب (٥٧) من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢
(٤) سند الحديث كما في التهذيب (سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح)
(٥) سنن أبي داود : ج ١ باب التشديد في ترك الجماعة حديث : ٥٤٧ ولفظ الحديث (عن أبي الدرداء قال