.................................................................................................
______________________________________________________
وقال في المنتهى ، ولما رواه في الموثق عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن التقصير؟ قال : في بريد ، قلت بريد؟ قال : انه إذا ذهب بريدا ورجع بريدا (فقد ئل) شغل يومه (١)
وهذه مؤيدة من جهة حسنته (٢) بيان المراد بالبريد ، حيث قال أولا البريد ، ثم بين : ان المراد بريد ذاهبا وبريد جائيا فأشار فيها الى تفسير ما ورد في الاخبار المجملة من البريد ، ان المراد به ذلك ، وترك التفصيل والتقييد لنكتة.
ومن جهة انطباقها مع الاخبار الواردة في بياض يوم ومسيرة يوم ، مع بيان اشتمالها على تلك الحكمة المقتضية للقصر في يوم فيطابق الدليل العقلي (٣) أيضا للقصر.
فظهر انطباقها مع كل دليل نقلي وعقلي ، وبيان المراد في تلك الأخبار المجملة : ونقل الشارح هذه عن محمد بن مسلم من دون توثيق ، ولعلها واحدة ، ولا يضر عدم الصحة ، لقبول الأصحاب ، على انها يمكن التكلم في سند بعض (تلك خ) هذه الاخبار ، وفي المتن أيضا.
ولكن في الجمع تأمل ، إذا الظاهر انه لم يجر فيما ورد في شأن أهل مكة من القصر في عرفة ، لعدم الرجوع في يومهم ، وعدم شغل اليوم ، بل يذهبون إليها في يومين ، ويرجعون إلى مكة بعد خمسة أيام ، ونحملها على من كان منهم بهذه الصفة ، إذ قد يكون ذلك فيهم خصوصا في ذلك الزمان ، وهو بعيد ، وكان الشيخ نظر الى ذلك حيث قال بالتخيير أيضا ، ولا بد حينئذ من الحملين المذكورين سابقا لحديث أهل مكة ، فيكون قائلا بالتخيير فيما لم يقصد وبالحتم فيما قصد كما مر ، ويدل عليه عبارة كتابيه.
__________________
(١) الوسائل باب (٢) من أبواب صلاة المسافر حديث : ٩
(٢) اى حسنة زرارة المتقدمة
(٣) أي العسر والحرج