.................................................................................................
______________________________________________________
فإنه لا يفهم من قوله (إذا كنت إلخ) إلّا ان ذلك يكفى وان كان لبعض العلماء فيه بحث.
على ان اعتبار هذا المفهوم غير ظاهر ، لأن (إذا) ليست بصريحة للشرط ، بل هي للظرف قد يتضمن معنى الشرط ، وكذا الكلام في العكس.
اما على تقدير الجمع ، فلا بد من تقييد كل منهما بالاخر : بان يقال : المراد ، إذا كنت لم تسمع وتواريت من البلد أيضا ، وإذا توارى ولم يسمع الأذان أيضا : وكأن لذلك قال في المنتهى : خفاء الأذان أو غيبوبة الجدران شرط في الترخص ، ذهب إليه أكثر علمائنا ، وأشار الى خلاف على بن بابويه بقوله : وقال بعض الأصحاب : الحديث هنا (إذا خرج من منزله قصر) ثم نقل خلاف العامة.
وما رأيت له حديثا الا ما روى ابنه في الفقيه ، قال بعد رواية محمد بن مسلم المتقدمة ، وقد روى عن الصادق عليه السلام انه قال : إذا خرجت من منزلك فقصر الى ان تعود اليه (١) وهي لا تصلح معارضة للصحيحتين المشهورتين المعتضدتين بما مر ، وهما مبينتان للجملة من الآية والاخبار ، فلا تكون تلك أيضا أدلة له : ولعله ظهر لك وضوح جمع المتقدمتين ، بالتخيير ، فقول الشارح انه ليس بواضح ، ليس بواضح ، وأيضا أنهما مؤيدتان للاعتبار بوقت الفعل ، لا وقت الوجوب ، وسيجيء تحقيقه ، هذا في الابتداء.
واما في الانتهاء : فعلى المذهب المشهور للمتأخرين ، يكفي لانتهاء القصر ووجوب التمام ، انتفاء أحد الأمرين المفهومين من الخبرين ، وعلى مذهب المتقدمين المشهور ، لا بد من رفعهما معا على الظاهر ، لأنه إذا كان أحدهما كافيا لوجوب القصر ، فلا يرتفع ذلك الا برفع الموجب ، ولا يتحقق الا برفعهما معا.
ونقل عن السيد وابن الجنيد وعلى بن بابويه عدم الانتهاء الا بدخول البيت والأهل ، وهو المناسب لمذهب علي دون مذهب السيد وابن الجنيد في الابتداء.
__________________
(١) الوسائل باب (٧) من أبواب صلاة المسافر حديث : ٥