٥٢٥ ـ كأنّ خصييه من التّدلدل |
|
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (١) |
و «ثنتان» مثل «اثنتين» ، وحكم اثنين واثنتين في العدد المركب أن يعربا بخلاف سائر أخواتهما ، قالوا : لأنه حذف معهما ما يحذف في المعرب عند الإضافة ، وهي النون ، فأشبها المعرب فأعربا كالمثنى بالألف رفعا والباء نصبا وجرّا.
وأما «عشرة» فمبني لتنزله منزلة تاء التأنيث ، ولها أحكام كثيرة.
و «عينا» تمييز. وقرأ مجاهد وطلحة وعيسى : «عشرة» بكسر الشين ، وهي لغة تميم.
قال النحّاس (٢) : «وهذا عجيب ، فإن لغة تميم «عشرة» بالكسر ، وسبيلهم التخفيف ، ولغة «عشرة» بالسكون ، وسبيلهم التثقيل».
وقرأ الأعمش (٣) : «عشرة» بالفتح.
و «العين» : اسم مشترك بين عين الإنسان ، وعين الماء ، وعين الرّكيّة ، وعين الشمس ، وعين الذهب ، وعين الميزان.
والعين : سحابة تقبل من ناحية القبلة. والعين : المطر الدائم ستّا أو خمسا. والعين : الثقب في المزادة ، وبلد قليل العين ، أي : قليل النّاس. [وبها عين ، محركة الياء](٤).
فإن قيل : إذا كانت العين لفظا مشتركا بين حقائق ، فكيف وقعت هنا تمييزا؟
فالجواب : أن قوله : (وَإِذِ اسْتَسْقى) ، وقوله : (فَانْفَجَرَتْ) ، وقوله : (مَشْرَبَهُمْ) دليل على إرادة عين الماء ، فاللفظ مع القرينة مميز ، والعين من الماء شبيهة بالعين من الحيوان لخروج الماء منها ، كخروج الدّمع من عين الحيوان.
__________________
(١) البيت لخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية أو لشماء الهذلية في خزانة الأدب : ٧ / ٤٠٠ و ٤٠٤ ، ولجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية في المقاصد النحوية : ٤ / ٤٨٥ ، ولخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى في شرح التصريح : ٢ / ٢٧٠ ، إصلاح المنطق : ١٨٩ ، وخزانة الأدب : ٧ / ٥٠٨ ، وشرح أبيات سيبويه : ٢ / ٣٦١ ، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي : ١٨٤٧ ، شرح المفصل :٤ / ١٤٣ و ١٤٤ و ٦٢ / ١٦ و ١٨ ، والكتاب : ٣ / ٥٦٩ و ٦٢٤ ، ولسان العرب (دلل) ، والمقتضب : ٢ / ١٥٦ ، والمنصف : ٢ / ١٣١ ، همع الهوامع : ١ / ٢٥٣ ، الدر المصون : ١ / ٢٣٧.
(٢) ينظر إعراب القرآن : ١ / ١٨٠.
(٣) وروي عنه كسرها وتسكينها ، وقرأ بالفتح ابن الفضل الأنصاري.
وقد ضعفوا القراءة بفتح الشين.
انظر الشواذ : ٦ ، وإتحاف : ١ / ٣٩٥ ، والمحرر الوجيز : ١ / ١٥٢ ، والبحر المحيط : ١ / ٣٩١ ، والدر المصون : ١ / ٢٣٧ ، والمحتسب : ١ / ٨٥ ، والتخريجات النحوية : ٣٠٩.
(٤) في أ : وأتى بضمير.