و «منهم» في محلّ (١) رفع صفة ل «فريق» ، أي : فريق كائن منهم.
قال سيبويه : واعلم أن ناسا من ربيعة يقولون : «منهم» بكسر الهاء إتباعا لكسرة الميم. ولم يكن المسكن حاجزا حصينا عندهم.
و «الفريق» اسم جمع لا واحد له من لفظه ك «رهط وقوم» ، وجمعه في أدنى العدد «أفرقة» ، وفي الكثير «أفرقاء».
و «يسمعون» نعت ل «فريق» ، وفيه بعد ، و «كان» وما في حيّزها في محلّ نصب على ما تقدم.
وقرىء (٢) : «كلم الله» وهو اسم جنس واحدة كلمة ، وفرّق النحاة بين الكلام والكلم ، بأن الكلام شرطه الإفادة ، والكلم شرطه التركيب من ثلاث فصاعدا ؛ لأنه جمع في المعنى ، وأقلّ الجمع ثلاثة ، فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه ، وهل «الكلام» مصدر أو اسم مصدر؟ خلاف.
والمادة تدل على التأثير ، ومنه الكلم وهو الجرح ، والكلام يؤثر في المخاطب.
قال الشاعر : [المتقارب]
٥٩٨ ـ .......... |
|
وجرح اللّسان كجرح اليد (٣) |
ويطلق الكلام لغة على الخطّ والإشارة ؛ كقوله : [الطويل]
٥٩٩ ـ إذا كلّمتني بالعيون الفواتر |
|
رددت عليها بالدّموع البوادر (٤) |
وعلى النفساني ؛ قال الأخطل : [الكامل]
٦٠٠ ـ إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جعل اللّسان على الفؤاد دليلا (٥) |
وقيل : لم يوجد هذا البيت في ديوان الأخطل.
__________________
(١) زاد في أ : نصب خبرا ل «كان» ، وهذا ضعيف.
(٢) قرأ بها الأعمش.
انظر المحتسب : ١ / ٩٣ ، والكشاف : ١ / ١٥٦ ، والمحرر الوجيز : ١ / ١٦٨ ، والبحر المحيط : ١ / ٤٣٩ ، والدر المصون : ١ / ٢٦٥ ، والتخريجات النحوية : ١٨٤.
(٣) عجز بيت لامرىء القيس وصدره :
لو عن تشا غيره جاءني
ينظر ديوانه : ص (١٨٥) ، الخصائص : ١ / ٢١ ، مفردات الراغب : (٤٣٩) ، الدر المصون : (١ / ٢٦٥).
(٤) ينظر شرح الجمل : (١ / ٨٧) ، الدر المصون : (١ / ٢٦٥).
(٥) ينظر شرح المفصل : (١ / ٢١) ، الشذور : (٢٨) ، شرح الجمل للزجاجي : (١ / ٨٧) ، الدر المصون : (١ / ٢٦٥).