قال زهير : [البسيط]
٦٩٥ ـ إنّ ابن ورقاء لا تخشى بوادره |
|
لكن وقائعه في الحرب تنتظر (١) |
وقال الكسائي والفراء : الاختيار تشديدها إذا كان قبلها «واو» وتخفيفها إذا لم يكن ، وهذا جنوح منهما إلى القول بكونها حرف عطف ، وأبعد من زعم أنها مركّبة من ثلاث كلمات : لا النافية ، وكاف الخطاب ، وإن التي للإثبات ، وإنما حذفت الهمزة تخفيفا.
قوله : (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) «الناس» مفعول أول ، و «السّحر» مفعول ثان ، واختلفوا في هذه الجملة على خمسة أقوال :
أحدها : أنها حال من فاعل «كفروا» أي معلّمين.
الثاني : أنها حال من الشياطين ، وردّه أبو البقاء ـ رحمهالله تعالى ـ بأن «لكن» لا تعمل في الحال ، وليس بشيء فإن «لكن» فيها رائحة الفعل.
الثالث : أنها في محلّ رفع على أنها خبر ثان للشياطين.
الرابع : أنها بدل من «كفروا» أبدل الفعل من الفعل.
الخامس : أنها استئنافية ، أخبر عنهم بذلك ، هذا إذا أعدنا الضمير من «يعملون» على الشّياطين.
أما إذا أعدناه على «الذين اتّبعوا ما تتلو الشّياطين» فتكون حالا من فاعل «اتبعوا» ، أو استئنافية فقط.
والسّحر : كلّ ما لطف ودقّ سحره ، إذا أبدى له أمرا يدقّ عليه ويخفى.
قال : [الطويل]
٦٩٦ ـ .......... |
|
أداء عراني من حبابك أم سحر (٢) |
ويقال : سحره : أي خدعه وعلّله ؛ قال امرؤ القيس : [الوافر]
٦٩٧ ـ أرانا موضعين لأمر غيب |
|
ونسحر بالطّعام وبالشّراب (٣) |
__________________
(١) ينظر ديوانه : ٣٠٦ ، والجنى الداني : ص ٥٨٩ ، والدرر : ٦ / ١٤٤ ، وشرح التصريح : ٢ / ١٤٧ ، وشرح شواهد المغني : ٢ / ٧٠٣ ، واللمع : ١٨٠ ، ومغني اللبيب : ١ / ٢٩٢ ، والمقاصد النحوية : ٤ / ١٧٨ ، وأوضح المسالك : ٣ / ٣٨٥ ، وهمع الهوامع : ٢ / ١٣٧ ، وشرح الأشموني : ٢ / ٤٢٧ ، والدر المصون : ١ / ٣١٩.
(٢) عجز بيت لأبي عطاء السندي وصدره :
فو الله ما أدري وإني لصادق
ينظر شواهد البحر : ١ / ٤٨٧ ، اللسان (حبب) ، الدر المصون : ١ / ٣٢٠.
(٣) ينظر ديوانه : (٤٣) ، اللسان (سحر) ، البحر : ١ / ٤٨٧ ، مجمع البيان : ١ / ٣٨٤ ، الدر المصون : ١ / ٣٢٠.