و «قليلا» نعت لمصدر محذوف أو زمان ، وقد تقدم له نظائر واختيار سيبويه فيه.
وقرأ الجمهور : «أضطرّه» خبرا.
وقرأ يحيى (١) بن وثاب بكسر الهمزة ، ووجهها كسر حرف المضارعة كقولهم في أخال : إخال.
وقرأ ابن (٢) محيصن «أطّرّه» بإدغام الضاد في الطاء ، [نحو] : اطّجع في اضطجع وهي مرذولة ؛ لأن الضاد من الحروف الخمسة التي يدغم فيها ، ولا تدغم هي في غيرها وهي حروف : ضغم شقر ، نحو : اطجع في اضطجع ، قاله الزمخشري ، وفيه نظر ؛ فإن هذه الحروف أدغمت في غيرها ، أدغم أبو عمرو الدّاني اللام في (يَغْفِرْ لَكُمْ) [نوح : ٣١] والضاد في الشين : (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) [النور : ٦٢] والشين في السين : (الْعَرْشِ سَبِيلاً) [الإسراء : ٤٢].
وأدغم الكسائي الفاء في الباء : (نَخْسِفْ بِهِمُ) [سبأ : ٩].
وحكى سيبويه رحمهالله تعالى أن «مضجعا» أكثر ، فدلّ على أن «مطّجعا» كثير.
وقرأ يزيد بن أبي حبيب (٣) : «أضطرّه» بضم الطاء كأنه للإتباع.
وقرأ أبي (٤) : «فنمتّعه ثمّ نضطرّه» بالنون.
واضطر افتعل من الضّرّ ، وأصله : اضترّ ، فأبدلت التاء طاء ؛ لأن تاء الافتعال تبدل طاء بعد حروف الإطباق وهو متعدّ ، وعليه جاء التنزيل ؛ وقال : [البسيط]
٧٨٥ ـ إضطرّك الحرز من سلمى إلى أجإ |
|
.......... (٥) |
والاضطرار : الإلجاء والإلزاز (٦) إلى الأمر المكروه.
قوله : «أمتعه» قيل : بالرزق.
__________________
(١) انظر الشواذ : ١٧ ، والمحرر الوجيز : ١ / ٢٠٩ ، وفيه أنها لابن عامر ، وانظر البحر المحيط : ١ / ٥٥٧ ، والدر المصون : ١ / ٣٦٨.
(٢) وقرأ بها ابن محيصن.
انظر إتحاف : ١ / ٤١٨ ، والمحرر الوجيز : ١ / ٢٠٩ ، والبحر المحيط : ١ / ٥٥٧ ، والدر المصون : ١ / ٣٦٨.
(٣) يزيد بن سويد الأزدي بالولاء المصري أبو رجاء ولد ٥٣ ه.
مفتي أهل مصر في صدر الإسلام ، وأول من أظهر علوم الدين والفقه بها قال الليث : يزيد عالمنا وسيدنا ، وكان حجة حافظا للحديث. توفي في ١٢٨ ه.
ينظر تذكرة : ١ / ١٢١ ، تهذيب : ١١ / ٣١٨ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ٥ / ١٨٤ ، الأعلام : ٨ / ١٨٣.
(٤) انظر المحرر الوجيز : ١ / ٢٠٩ ، والبحر المحيط : ١ / ٥٥٨ ، والدر المصون : ١ / ٣٦٨.
(٥) ينظر البحر المحيط : ١ / ٥٥٤ ، اللسان (أجأ) ، الدر المصون : ١ / ٣٦٨.
(٦) في أ : والإلزام.