٨٠١ ـ دعاني إليها القلب إنّي لأمره |
|
سميع فما أدري أرشد طلابها (١) |
أي : أم غيّ ، وإنما جاز ذلك ؛ لأن المستفهم على الإثبات يتضمّن نقيضه ، ويجوز حذف الثواني المقابلات إذا دلّ عليها المعنى ، ألا ترى إلى قوله : (تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] كيف حذف و «البرد» انتهى.
و «شهداء» خبر كان ، وهو جمع شاهد أو شهيد ، وقد تقدم أول السورة.
قوله : (إِذْ حَضَرَ) إذ منصوب بشهداء على أنه ظرف لا مفعول به أي : شهداء وقت حضور الموت إياه ، وحضور الموت كناية عن حضور أسبابه ومقدماته ؛ قال الشّاعر : [البسيط]
٨٠٢ ـ وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا |
|
قولا يبرّئكم إنّي أنا الموت (٢) |
أي : أنا سببه ، والمشهور نصب «يعقوب» ، ورفع «الموت» ، قدم المفعول اهتماما وقرأ بعضهم بالعكس.
وقرىء (٣) : «حضر» بكسر الضاد ، قالوا : والمضارع يحضر بالضم شاذ ، وكأنه من التداخل وقد تقدم.
قوله : (إِذْ قالَ) ، «إذ» هذه فيها قولان :
أحدهما : بدل من الأولى ، والعامل فيها ، إما العامل في «إذ» الأولى إن قلنا : إن البدل لا على نية تكرار العامل ، أو عامل مضمر إن قلنا بذلك.
الثاني : أنها ظرف ل «حضر».
قوله : (ما تَعْبُدُونَ) ، ما اسم استفهام في محلّ نصب ؛ لأنه مفعول مقدم بتعبدون ، وهو واجب التقديم ؛ لأن له صدر الكلام ، وأتى ب «ما» دون «من» لأحد أربعة معان.
أحدها : أن «ما» للمبهم أمره ، فإذا علم فرّق ب «ما» و «من».
[قال الزمخشري : وكفاك دليلا قول العلماء : «من» لما يعقل.
الثاني : أنها سؤال عن صفة المعبود](٤).
__________________
(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. ينظر تخليص الشواهد : ص ١٤٠ ، وخزانة الأدب : ١١ / ٢٥١ ، والدرر : ٦ / ١٠٢ ، وشرح أشعار الهذليين : ١ / ٤٣ ، وشرح عمدة الحافظ : ص ٦٥٥ ، وشرح شواهد المغني : ١ / ٢٦ ، ١٤٢ ، ٢ / ٦٧٢ ، ومغني اللبيب : ص ١٣ ، وشرح الأشموني : ٤ / ٣٧١ ، وهمع الهوامع : ٢ / ١٣٢ والدر : ١ / ٣٧٨.
(٢) البيت لرويشد بن كثير. ينظر الحماسة : ١ / ١٠٢ ، القرطبي : ٢ / ٢٥٨ ، البحر المحيط : ١ / ٥٧٣ ، الدر المصون : ١ / ٣٧٩.
(٣) قرأ بها أبو السمال.
انظر الشواذ : ٩ ، والبحر المحيط : ١ / ٥٧٣ ، والدر المصون : ١ / ٣٧٩.
(٤) سقط في أ.