يريد : انتحى. ووله : [المتقارب]
٤٧٨ ـ إلى الملك القزم وابن الهمام |
|
.......... (١) |
والجواب الأول أصح.
قال ابن الخطيب : المقصود من ذكر حرف العطف في سورة «إبراهيم» عليه الصلاة والسلام أنه تعالى قال قبل هذه الآية : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَالظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) [إبراهيم : ٥] والتذكير بأيام الله لا يحصل إلا [بتعداد](٢) النعم ، فوجب أن يكون المراد من قوله : (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) نوعا من العذاب ، والمراد من قوله : (وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) نوعا آخر ، فتحصل منهما نوعان من النعمة ، فلهذا وجب ذكر حرف العطف ، وأما هذه الآية لم يرد الأمر إلّا بتذكر جنس النعمة ، وهي قوله: (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ،) فسواء كان المراد من سوء العذاب هو الذّبح أو غيره ، فإنّ التذكر لجنس النعمة حاصل.
«والذّبح» أصله الشّقّ ، ومنه المذابح لأخاديد السّيول في الأرض.
والذّبح : المذبوح «والذّباح» : تشقق في [أصول](٣) الأصابع. والمذابح ـ أيضا : المحاريب.
وأما «أبناء» جمع «ابن» ، رجع به إلى أصله ، فردّت لامه ، إما الواو أو الياء حسبما تقدم.
والأصل : «أبناو» أو «أبناي» ، فأبدل حرف العلة همزة لتطرفه بعد ألف زائدة ، والمراد بهم : الأطفال عند أكثر المفسرين.
وقيل : الرجال ، وعبر عنهم بالأبناء باعتبار ما كانوا ؛ لأنه ذكرهم في مقابلة النساء.
و «النّساء» : اسم للبالغات ، فكذا المراد من الأبناء الرّجال البالغون.
قالوا : إنه كان يأمر بقتل الرجال الذين يخافون منهم الخروج عليهم والتجمّع لإفساد أمره.
والأول أولى لحمل لفظ الأبناء على ظاهره ، ولأنه كان متعذّر قتل جميع الرّجال على كثرتهم ، وأيضا فكانوا محتاجين إليهم في استعمالهم في الأعمال الشّاقة ، ولو كان كذلك لم يكن لإلقاء موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ في التّابوت حال صغره معنى.
__________________
ـ ينظر ديوانه : ص ١٥ ، وأدب الكاتب : ص ٣٥٣ والأزهية : ص ٢٣٤ ، وخزانة الأدب : ١١ / ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ولسان العرب «جوز» والمنصف : ٣ / ٤١ ، ورصف المباني : ص ٤٢٥ ، والدر المصون : ١ / ٢١٩.
(١) تقدم برقم (١٢٨).
(٢) في ب : بتعديد.
(٣) في ب : بطون.