قائمة الکتاب
فصل في معنى أربعين ليلة
٧٠فصل في لفظ أدنى
١٨
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :543
تحمیل
وقال تعالى : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(١) [الكهف : ٧٧] وهذا أسهل القولين.
والقرّاء على إدغام الذّال في التاء لقرب مخرجهما ، وابن كثير ، وعاصم (٢) في رواية حفص بالإظهار ، وهذا الخلاف جار في المفرد نحو : «اتّخذت» ، والجمع نحو : «اتّخذتم» ، وأتى في هذه الجملة ب «ثم» دلالة على أن الاتّخاذ كان بعد المواعدة بمهلة.
وقال ابن الخطيب : لما أنعم عليهم بهذه النّعمة ، وأتوا عقيب ذلك بأقبح أنواع الجهل والكفر ، كان ذلك في محل التعجّب ، فهو كمن يقول : إني أحسنت إليك ، وفعلت كذا وكذا ، ثم إنك تقصدني بالسّوء والإيذاء ، ومثله : (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) [الأنعام : ١] ، (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [الأنعام : ٢] ؛ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) [البقرة : ٧٤] ، (ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) [الجاثية : ٨] ، (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) [البقرة : ٨٥].
قوله : (مِنْ بَعْدِهِ) متعلّق ب «اتّخذتم» ، و «من» لابتداء الغاية والضمير يعود على موسى ، ولا بدّ من حذف مضاف ، أي : من بعد انطلاقه أو مضيّه.
وقال ابن عطية : «يعود على موسى».
وقيل : «على انطلاقه للمتكلّم».
وقيل : «على الوعد ، وفي كلامه بعض مناقشة ، فإن قوله : «وقيل يعود على انطلاقه» يقتضي عوده على موسى من غير تقدير مضاف ، وذلك غير متصوّر.
قوله : (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) جملة حالية من فاعل «اتّخذتم».
و «العجل» ولد البقرة ، والعجول مثله ، والجمع عجاجيل ، والأنثى «عجلة» ، عن أبي الحسن ، وسمي العجل عجلا لاستعجالهم عبادته ، ذكره القرطبي ، وفيه نظر ؛ لأن العجل ولد البقرة كان موجودا قبل أن يتخذ بنو إسرائيل العجل.
فصل
قال أهل التّفسير : لما ذهب موسى إلى الطّور ، وقال لأخيه هارون : اخلفني في قومي ، وكان قد بقي مع بني إسرائيل الثياب والحليّ الذي استعاروه من القبط قال لهم
__________________
ـ والأشباه والنظائر ١ / ٢٦٠ ، وتذكرة النحاة : ص ١٤٦ ، وشرح شواهد الإيضاح : ص ٤٠٢ ، وشرح شواهد المغني : ٢ / ٦٨٠ ، والأصمعيات : ص ١٦٥ ، والحيوان : ٢ / ٢٩٨ ، وللمثقب العبدي في لسان العرب (حدب) ، وجمهرة اللغة : ص ٣٨٨ ، ٥٤١ ، ٧٥٧ ، ٨٤٨ ، ١١٩٢ ، والخصائص : ٢ / ٢٨٧ ، والدر المصون : ١ / ٣٢٣.
(١) وذلك في قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، انظر السبعة : ٣٩٦.
(٢) وكذا أظهرها رويس ، وأدغمها أبو بكر بن عياش عن عاصم مع الباقين.
انظر الحجة للقراء السبعة : ٢ / ٦٨ ، والسبعة : ١٥٤ ، وإتحاف : ١ / ٣٩١.