وقوله : [الطويل]
٤٩٣ ـ .......... |
|
وهند أتى من دونها النّأي والبعد (١) |
وقوله عنترة (٢) : [الكامل]
٤٩٤ ـ .......... |
|
أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم (٣) |
قال النحاس (٤) : «هذا إنما يجوز في الشّعر ، فالأحسن أن يراد بالفرقان ما علّمه الله موسى من الفرق بين الحقّ والباطل».
وقيل : «الواو زائدة» ، و «الفرقان» نعت للكتاب أو «الكتاب» التوراة ، و «الفرقان» ما فرّق به بين الكفر والإيمان ، كالآيات من نحو : العصا واليد أو ما فرّق به بين الحلال والحرام من الشرائع.
و «الفرقان» في الأصل مصدر مثل الغفران.
وقد تقدّم معناه في (فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) [البقرة : ٥٠].
وقيل : «الفرقان» هنا اسم للقرآن ، قالوا : والتقدير : ولقد آتينا موسى الكتاب ، ومحمّدا الفرقان.
قال النحاس (٥) : هذا خطأ في الإعراب والمعنى ، أمّا الإعراب فلأن المعطوف على الشيء مثله ، وهذا يخالفه ، وأمّا المعنى فلقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ)
__________________
(١) عجز بيت للحطيئة وصده :
ألا حبذا هند وأرض بها هند
ينظر ديوانه : (٣٩) ، شرح المفصل : ١ / ١٠ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٦ ، الدرر : ٢ / ١١٥ ، شرح القصائد للتبريزي : (٣٢١) ، روضة الفصاحة : (٦١) ، الهمع : ٢ / ٨٨ ، والدر المصون : ١ / ٢٢٥.
(٢) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي : أشهر فرسان العرب في الجاهلية ، ومن شعراء الطبقة الأولى من أهل نجد ، أمه حبشية اسمها زبيبة سرى إليه السواد منها ، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا ، يوصف بالحلم على شدة بطشه ، وفي شعره رقة وعذوبة وكان مغرما بابنة عمه «عبلة» فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها ، اجتمع في شبابه بامرىء القيس الشاعر وشهد حرب داحس والغبراء وعاش طويلا ، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي في سنة ٢٢ ق ه. ينسب إليه «ديوان شعر» أكثر ما فيه مصنوع و «قصة عنترة» خيالية يعدها الإفرنج من بدائع آداب العرب.
ينظر الأعلام : ٥ / ٩١ (٦٦٣) ، الأغاني : ٨ / ٢٣٧ ، وخزانة الأدب للبغدادي : ١ / ٦٢ ، الشعر والشعراء : ٧٥.
(٣) عجز بيت من معلقة عنترة وصدره :
حييت من طلل تقادم عهده
ينظر ديوانه : (١٨٥) ، شرح القصائد للتبريزي : (٣٢٠) ، والشنقيطي : (١١١) ، والدر المصون : ١ / ٢٢٥.
(٤) ينظر إعراب القرآن : ١ / ١٧٥.
(٥) ينظر إعراب القرآن : ١ / ١٧٥.