وتبوّبت بوّابا اتخذته. وأبواب مبوّية ، كقولهم : أصناف مصنّفة ، وهذا شيء من بابتك ، أي : يصلح لك ، وتقدّم معنى السجود.
قوله : (وَقُولُوا) قال [ابن كثير](١) الواو هنا حالية لا عاطفة ، أي : ادخلوا سجّدا في حال قولكم حطّة.
وأما قوله : (حِطَّةٌ) قرىء بالرّفع والنصب ، فالرفع على أنه خبر مبتدأ (٢) محذوف ، أي : مسألتنا حطّة ، أو أمرك حطة.
قال «الزمخشري» : والأصل النصب بمعنى : حطّ عنا ذنوبنا حطّة ، وإنما رفعت لتعطي معنى الثبات كقوله : [الرجز]
٥١٤ ـ يشكو إليّ جملي طول السّرى |
|
صبر جميل فكلانا مبتلى (٣) |
والأصل : صبرا عليّ ، اصبر صبرا ، فجعله من باب (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [الرعد : ٢٤] وتكون الجملة في محلّ نصب بالقول.
وقال «ابن عطية» : وقيل : أمروا أن يقولوها مرفوعة على هذا اللفظ.
يعني : على الحكاية ، فعلى هذا تكون هي وحدها من غير تقدير شيء في محلّ نصب بالقول ، وإنما منع [النصب](٤) حركة الحكاية.
وقال أيضا : وقال عكرمة : أمروا أن يقولوا : لا إله إلا الله ، لتحطّ بها ذنوبهم وحكى قولين آخرين بمعناه ، ثم قال : «فعلى هذه الأقوال تقتضي النّصب» ، يعني أنه إذا كان المعنى على أنّ المأمور به لا يتعيّن أن يكون بهذا اللّفظ الخاصّ ، بل بأيّ شيء يقتضي حطّ الخطيئة ، فكان ينبغي أن ينتصب ما بعد القول مفعولا به نحو : قيل لزيد خيرا ، المعنى : قل له ما هو من جنس الخيور. وقال النّحّاس : الرفع أولى ، لما حكي عن العرب في معنى «بدّل».
__________________
ـ ٧٥) كتاب الأدب باب قول الرجل مرحبا ... حديث رقم (٦١٧٦) ، (١ / ٥٤) كتاب العلم باب تحريض النبي صلىاللهعليهوسلم حديث رقم (٨٧).
ومسلم في الصحيح (١ / ٤٧ ـ ٤٨) كتاب الإيمان (١) باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم (٦) حديث رقم (٢٤ / ١٧) وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم (٣٠٧) ـ والطبراني في الكبير (١٢ / ٢٢٥) ، ٢٤٣ ـ والبيهقي في السنن (٤ / ١٩٩) ـ وابن أبي شيبة (١٢ / ٢٠٢).
(١) سقط من ب.
(٢) في ب : لمبتدأ.
(٣) البيت من شواهد الكتاب ١ / ٣٢١ ، أمالي المرتضى ١ / ٧٢ ، المشكل (١٠٧) مجاز القرآن ١ / ٣٠٣ ، الكشاف ٤ / ٤٧٧ ، الدر المصون ١ / ٢٣٢.
(٤) في ب : التفسير.