اللغوب الوجع وعلى هذين فالسؤال زائل (١). وقرأ عليّ والسّلميّ بفتح لام لغوب (٢) وفيه أوجه :
أحدها : أنه مصدر على فعول (٣) كالقبول.
والثاني : أنه اسم لما يلغب (٤) به كالفطور والسّحور. قاله الفراء (٥).
الثالث : أنه صفة لمصدر مقدر أي لا يمسّنا لغوب لغوب نحو : شعر شاعر وموت مائت (٦). وقيل : صفة لشيء غير مقدر أي أمر لغوب (٧).
قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) عطف على قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) وما بينهما كلام يتعلق (٨) «بالذين يتلون كتاب الله» على ما تقدم.
قوله : «فيموتوا» العامة على نصبه لحذف النون جوابا للنفي (٩) وهو على أحد معنيين نصب : «ما تأتينا فتحدثنا» أي ما يكون منك إتيان ولا حديث. انتفى السبب وهو الإتيان فانتفى مسببه (١٠) ، وهو الحديث. والمعنى الثاني : إثبات الإتيان ونفي الحديث أي ما تأتينا محدّثا بل تأتينا غير محدث. وهو لا يجوز في الآية البتّة (١١) وقرأ عيسى والحسن «فيموتون» بإثبات النون (١٢). قال ابن عطية : وهي ضعيفة (١٣) ، قال شهاب الدين (١٤) وقد
__________________
(١) انظر : البحر المحيط لأبي حيان ٧ / ٣١٥ والدر المصون للسمين ٤ / ٤٨٣.
(٢) نسبها كل من الزجاج والفراء في المعاني إلى السلمي فقط انظر : معاني الزجاج ٤ / ٢٧١ ومعاني الفراء ٢ / ٣٧٠ ونسبها ابن خالويه له ولعليّ ولسعيد بن جبير. المختصر ١٢٤ ونسبها ابن جني في المحتسب إلى السلمي وعليّ كما فعل المؤلف أعلى. المحتسب ٢ / ٢٠٠.
(٣) قاله الزمخشري في الكشاف ٣ / ٣١٠ وابن جني في المحتسب ٢ / ٢٠٠.
(٤) في «ب» يلقب بالقاف تحريف.
(٥) المعاني ٢ / ٣٧٠ قال : «كأنه جعله ما يلغب».
(٦) الكشاف ٣ / ٣١٠ والمحتسب ٢ / ٢٠١ وانظر كذا كله الدر المصون ٤ / ٤٨٣ والبحر المحيط ٧ / ٣١٥.
(٧) ذكر هذا الرأي صاحب اللوامح فيما نقله عنه أبو حيان في البحر المحيط ، وهو أبو الفضل الرازي رحمهالله. انظر : البحر المحيط ٧ / ٣١٥.
(٨) في «ب» متعلق بالاسمية وانظر الفخر الرازي ٢٦ / ٢٨.
(٩) قاله أبو البقاء في التبيان ١٠٧٦ وابن الأنباري في البيان ٢ / ٢٨٩ والزمخشري في الكشاف ٣ / ٣١٠ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٧١ ، والنحاس في الإعراب ٤ / ٣٧٤.
(١٠) في «ب» سببه تحريف.
(١١) لأن الله لم يرد أن يميتهم فلو أماتهم لأراحهم ومن هنا لا يصح أن نثبت الموت لهم. وانظر : البحر ٧ / ٣١٦.
(١٢) الكشاف بدون نسبة ٣ / ٣١٠ ونسبت في إعراب النحاس ٣ / ٣٧٤ والمحتسب ٢ / ٢٠١ و ٢٠٢ والبحر ٧ / ٦ له ولعيسى البصريّ.
(١٣) البحر السابق.
(١٤) الدر المصون ٤ / ٤٨٥.