إلياس جمع سلامة (١) ، فأما الأولى (٢) فإنه أراد بالآل إلياس ولد ياسين كما تقدم وأصحابه ، وقيل : المراد بياسين هذا إلياس المتقدم فيكون له اسمان مثل إسماعيل وإسماعين وميكائيل وميكائين ، وآله : رهطه وقومه المؤمنون ، وقيل : المراد بياسين ، محمد بن عبد الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقيل : المراد بياسين اسم القرآن كأنه قيل سلام على من آمن بكتاب الله الذي هو ياسين.
وأما القراءة الثانية ، فقيل : هي جمع إلياس المتقدم وجمع باعتبار أصحابه (ك) المهالبة والأشاعثة في المهلّب وبنيه والأشعث وقومه. وهو في الأصل جمع المنسوب إلى إلياس والأصل إلياسي (٣) كأشعري ، ثم استثقل تضعيفهما فحذفت إحدى يائي النسب ، فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان إحدى اليائين (و) (٤) ياء الجمع فحذفت أولاهما لالتقاء الساكنين فصار الياسين كما ترى ومثله الأشعرون (٥) والخبيبون (٦) ، قال :
٤٢٢١ ـ قدني من نصر الخبيبين قد (ي) |
|
..........(٧) |
وقد تقدم طرف من هذا آخر الشعراء عند قوله : «الأعجمين» (٨) إلّا أنّ الزمخشري قد رد هذا بأنه لو كان على ما ذكر لوجب تعريفه بأل ، فكان يقال على الإلياسين (٩).
__________________
(١) انظر هذا التوجيه بالمعنى في الكشف ٢ / ٢٢٧ وانظر المحتسب ٢ / ٢٢٣ والدر المصون ٤ / ٥٦٨ ، وزاد المسير لابن الجوزي ٧ / ٨٢ : ٨٤.
(٢) المراجع السابقة.
(٣) هذا مأخوذ من كلام ابن جني في المحتسب قال : «وإلياسين على هذا كأنه على إرادة ياء النسب كأنه الياسين كما حكى عنهم صاحب الكتاب الأشعرون والنّميرون يريد الأشعريّين والنميريين» ثم قال : «وقد يجوز أن يكون جعل كل واحد من أهل إلياس ياسا فقال إلياسين» المحتسب ٢ / ٢٢٣.
(٤) لفظ الواو سقط من نسخة «ب».
(٥) فإنّ مفردها أشعري.
(٦) فإن مفردها خبيبي ، وانظر : الدر المصون ٤ / ٥٦٨ ، ومجاز القرآن ٢ / ١٧٢ و ١٧٣ وعلى هذا فإن الياسين قبل الإعلال والحذف كانت الياسيّين بياء النسبة وياء الجمعية فحصل فيها ما أثبت من علة وتوجيه.
(٧) صدر بيت من الرجز لحميد الأرقط عجزه :
.......... |
|
ليس أميري بالشّحيح الملحد |
واحتمال أن يكونا شطري رجز لا بيتا واحدا. والخبيبين يروى بالتثنية وبالجمع والجمع يكون فيه الاستشهاد حيث كان الأصل الخبيبيّين فحدث فيه ما حدث حيث جعلهم كأن كل رجل منهم خبيب مثل الأشعرون إذا نسبوا إلى الأشعر. والمراد بالخبيبين أبا خبيب ومصعبا أخاه. وانظر المحتسب ٢ / ٢٢٣ والإنصاف ١٣١ وابن يعيش ٣ / ١٢٤ و ٧ / ٢٤٣ وشرح الكافية ٢ / ٢٣ والمقتصد ٢٠٢ والخزانة ٥ / ٣٨٢ و ٢٩٦ والأشموني ١ / ٢٢٥ وكامل المبرد ١٠ / ١٤٤ والمجاز ٢ / ١٧٣.
(٨) عند الآية ١٩٨ منها.
(٩) قال في الكشاف : «ولو كان جمعا لعرف بالألف واللام». وانظر الكشاف ٣ / ٣٥٢.