والعراء : الأرض الواسعة التي لا نبات بها ولا معلم (١) اشتقاقا من العري وهو عدم السّترة وسميت الأرض الجرداء بذلك لعدم استتارها بشيء (٢). والعرى بالقصر الناحية ومنه اعتراه أي قصد عراه. وأما الممدود فهو كما تقدم الأرض (٣) الفيحاء قال :
٤٢٢٥ ـ ورفعت رجلا لا أخاف عثارها |
|
ونبذت بالمتن العراء ثيابي (٤) |
قوله : (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ) أي له ، وقيل : عنده (٥)(شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) اليقطين (ي) (٦) فعيل من قطن بالمكان إذا أقام فيه لا يبرح (٧). قال المبرد والزجاج : اليقطين كل ما لم يكن له ساق من عود كالقثّاء والقرع والبطّيخ والحنظل وهو قوله الحسن و (قتادة) ، ومقاتل.
قال البغوي : المراد هنا القرع على قول جميع المفسرين (٨). وروى الفراء أنه ورق القرع عن ابن عباس.
فقال : «ومن جعل ورق القرع من بين الشجر يقطينا كل ورقة اتسعت وسترت فهي يقطين»(٩).
واعلم أن في قوله : «شجرة» ما يرد قول بعضهم أن الشجرة في كلامهم ما كان لها ساق من عود (١٠) بل الصحيح أنها أعم ، ولذلك بيّنت (١١) بقوله (١٢) : (مِنْ يَقْطِينٍ) ، وأما قوله : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ) [الرحمن : ٦] فلا دليل فيه لأنه استعمال اللفظ العام في أحد مدلولاته.
وقيل : بل أنبت الله اليقطين الخاص على ساق معجزة له ، فجاء على أصله (١٣). قال الواحدي: الآية تقتضي شيئين لم يذكرهما المفسرون :
__________________
(١) في «ب» ولا تعلم. تحريف وانظر : المجاز ٢ / ١٧٥ والغريب ٣٧٤ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٣١٣ والتهذيب للأزهري «عري» واللسان «عرا» ٢٩٢١.
(٢) السابق وانظر أيضا المنقوص والممدود ١٨ و ١٩.
(٣) اللسان السابق ومعاني الزجاج السابق وانظر : الدر المصون ٤ / ٥٧١.
(٤) من الكامل أنشده صاحب المجاز لرجل من خزاعة ، ويعزى لأبي خراش الهذلي وروايته : رفّعت.
وانظر : المجاز ٢ / ١٧٥ ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ١٣ ـ ٣١٣ واللسان : «ع ر ا» والقرطبي ١٥ / ١٢٩ ، وكامل المبرد ١ / ٢٧٦ ، وديوان الهذليين ٢ / ١٦٨.
(٥) ذكرهما القرطبي في الجامع ١٥ / ١٢٩.
(٦) الياء سقطت من «ب». وهو خطأ أي سقوطها وانظر هذا الوزن في الممتع لابن عصفور ١ / ١١٠ والمزهر للسيوطي ٢ / ٥٩.
(٧) الرازي ٢٦ / ١٦٦ ومعاني الزجاج ٤ / ٣١٤.
(٨) السابق وانظر القرطبي ١٥ / ١٢٩.
(٩) ذكره في معالم التنزيل ٦ / ٣٨.
(١٠) المعاني ٢ / ٣٩٣.
(١١) هذا قول أبي العباس المبرد. نقله عنه القرطبي ١٥ / ١٢٩.
(١٢) في «ب» ثبت.
(١٣) في «ب» مقوله.