٤٢٧٩ ـ تروح من الحيّ أم تبتكر |
|
وماذا عليك بأن تنتظر (١) |
«فأم» متصلة على هذا ، وعلى الأول منقطعة ، بمعنى «بل» والهمزة لأنها لم يتقدمها همزة استفهام ولا تسوية (٢) ، والباقون (٣) بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل ، والظاهر أنه لا محل للجملة حينئذ لأنها طلبية ، وجوز بعضهم أن تكون صفة لكن على إضمار القول أي رجالا مقولا فيهم أتخذناهم كقوله :
٤٢٨٠ ـ .......... |
|
جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قطّ (٤) |
إلا أن الصفة في الحقيقة ذلك القول المضمر ، وقد تقدم الخلاف في «سخريّا» في (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)(٥) والمشهور أن المكسور من الهزء كقوله :
٤٢٨١ ـ إنّي أتاني لسان لا أسرّ بها |
|
من علو لا كذب فيها ولا سخر (٦) |
وتقدم معنى لحاق الياء المشددة في ذلك ، و «أم» مع الخبر منقطعة فقط كما تقدم ومع الاستفهام يجوز أن تكون متصلة ، وأن تكون منقطعة كقولك : (أ) زيد عندك أم عندك عمرو ، ويجوز أن يكون (أَمْ زاغَتْ) متصلا بقوله : (ما لَنا) ؛ لأنه استفهام إلا أنه يتعين انقطاعها لعدم الهمزة ويكون ما بينهما معترضا على قراءة «أتّخذناهم» بالاستفهام إن لم
__________________
(١) من المتقارب لامرىء القيس ويروى الشطر الثاني : وماذا يضيرك لو تنتظر. وتروح من الرواح وتبتكر من البكور والرواح في العشيّ والتبكير : الذهاب في الغداة. وشاهده : حذف ألف الاستفهام دلالة عليها بأم والأصل : أتروح. وانظر : الدر المصون ٤ / ٦٢٢ وحجة ابن خالويه ٣٠٧ والقرطبي ١٥ / ٢٢٥ والطبري ٢٩ / ٤٣ وديوانه ١٥٤.
(٢) البحر المحيط ٧ / ٤٠٧ والكشاف ٣ / ٣٨٠ والدر المصون ٤ / ٦٢٢.
(٣) ابن كثير ونافع وابن عامر ، وعاصم. انظر مراجع القراءات السابقة.
(٤) رجز مشهور ورغم ذلك فهو مجهول وهذا عجز بيت صدره :
حتّى إذا جنّ الظّلام واختلط |
|
.......... |
وجنّ الظلام جاء وأقبل كقوله : «فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكبا» والمذق اللبن. وشاهده : «هل رأيت الذئب» فإنها جملة طلبية استفهامية وقعت نعتا لمذق ولكن مع التأويل أي بمذق مقول فيه كيت وكيت وقد تقدم.
(٥) عند قوله : «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي» [١١٠]. فقد قرأ نافع والأخوان بضم السين والباقون بالكسر فيها وفي «ص» هنا. وقد أجمع السبعة على الضم في سورة الزخرف وقراءة الضم من التسخير وهو الخدمة وقراءة الكسر من السّخرية وهو الاستهزاء كما أخبر أعلى.
(٦) مختلف في نسبة هذا البيت فمن قائل أنه لأعشى باهلة وقيل غير ذلك. والبيت من البسيط. واللسان بمعنى الرسالة وروى أبو زيد البيت في النوادر أتاني شيء والبيت هنا كما رواه أبو حيان في البحر والسمين في الدر. والشاهد : «ولا سخر» فإنه بمعنى الاستهزاء. وانظر : الخزانة ١ / ١٩١ والمذكر والمؤنث ١ / ٣٩١ والبحر المحيط ٧ / ٤٠٧ ، والأصمعيات ٨٨ ، والكامل ٤ / ٦٥. والنوادر لأبي زيد ٢٨٨ والدر المصون ٤ / ٦٢٣.