يجوز مطلقاً. وهو مقتضى ظاهر قوله تعالى في سورة المائدة التي لا نسخ فيها (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) إلى قوله عز شأنه (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، ويمكن حمل النواهي في السنة المطهرة على التنزيه (١).
وبذلك تنحل القضية من رأس.
إلا أن الكاتب لما وضع هذه القصة لم يلتفت إلى فتاوى هذين العلَمين ، وأن المسألة محلولة عندهم ، فافتعل القصة بالصورة التي يظن أنه يستطيع بها أن يموِّه على العوام ، ولكن لله كشف زيفه وكذبه.
ولو سلَّمنا أن هذا الشاب لا يستطيع أن يتزوج هناك بامرأة مسلمة أو كتابية ، لا دواماً ولا متعة ، فيجب عليه حينئذ أن يمنع نفسه من الوقوع في الحرام ، فيكفّ نفسه عن الزنا واللواط وغيرهما من المحرَّمات ، وإلا فيجب عليه ترك المكث والدراسة في تلك البلاد ، والرجوع إلى بلده.
ومثل هذه المسألة البسيطة لا تخفى على السيد شرف الدين والشيخ كاشف الغطاء قدِّس سرُّهما.
* * *
قال الكاتب : سكت (٢) السيد شرف الدين قليلاً ثمّ قال : إن وَضْعَكَ هذا مُحْرِجٌ فِعلاً .. على أية حال أذكرُ أني قرأت رواية للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه ، إذ جاءه رجل يسافر كثيراً ويتعذر عليه اصطحاب امرأته أو التمتع في البلد الذي يسافر إليه بحيث إنه يعاني مثلما تعاني أنت ، فقال له أبو عبد الله رضي الله عنه : (إذا طال بك السفر فعليك
__________________
(١) تحرير المجلة ٥ / ٢٤.
(٢) هنا حاشية للكاتب سيأتي الجواب عنها قريباً.